بالصور|كريم النجار.. حوّل "إعاقته" للوحات فنية تنتقد إهمال الرئيس لزملائه واهتمامه بسائقي "التوك توك"
لم يسمح لإعاقته بأن تحرمه من تحقيق أحلامه، ولم يسلّم أيامه لسجن "الكرسي المتحرك" طواعيةً، وإنما حولهما إلى حافز يساعده في تحويل غرفته الضيقة إلى محراب علم وفن.
بمساعدة ريشته وألوانه، أصبحت لوحات كريم النجار دواءً يشفي روحه من ألم الإحساس بالعجز والإعاقة. اللوحة أصبحت لوحات، واللوحات أصبحت معرضا، والمعرض تحول إلى قناة على موقع الفيديو الشهير "يوتيوب" على شبكة الإنترنت، ليترك كريم أثراً طيبا في نفوس كل من يشاهد لوحاته، التي تمناها "صرخة في أذن من لا يسمع"، على حد تعبيره.
"سفير التحدي"، أصابه مرض نادر أثر على قدرته الحركية ليصبح جليساً على كرسي متحرك، قرر بعدها الدخول في مشاريع تجارية تساعده على المعيشة، بعد أن تخرج من كلية التجارة في جامعة الإسكندرية، فخسر أمواله وصحته. لم يعد قادرا على البقاء في الإسكندرية التي عشقها، اكتفى بأن تكون فقط موطنا للذكرى، وقرر الانتقال إلى "برج العرب".
"بدأت أتعلم على إيد الفنان سيد عبدالله منذ أن كان عمرى 7 سنوات، حتى تطورت قدراتي إلى حد رسم تكوينات تضم نحو 1000 لوحة مائية" يقولها الرجل الأربعيني بكل فخر، حيث لازم فرشاته نحو 38 عاما من عمره الذي لا يزيد على 45 عاما.
بعد نجاح معرضه الأول، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعنوان "تحدي الاعاقة"، قرر افتتاح معرضه الثاني في قصر ثقافة مدينة برج العرب بالإسكندرية، بعرض 45 لوحة زيتية تناقش ما وصفها بـ"مرحلة الغليان" التي يمر بها الشعب المصري بعد الثورة، إلى جانب لوحات تجسد هموم المعاق والمصاعب التي توجهه، ومنها مثلا لوحة بعنوان "لبنى صميدة والبحر".
"مولت المعرض من حر مالي، ولم انتظر دعم الدولة التي تعاقبنا على إعاقتنا بدلا من دعمنا ومساعدتنا" يقولها كريم بمزيج من التحدي والألم، الذي دفعه لتحويل معارضه إلى الفضاء الإلكتروني من خلال قناة على يوتيوب باسم "معاق سكوب"، ليقدممن خلالها حلقات أسبوعية لا تزيد مدتها على 7 أو 8 دقائق لعرض لوحات كاريكاتورية تهتم بقضايا البلد، ومنها "إهمال الرئيس للمعاقين واهتمامه بسواقين التوك توك".