رئيس "وفا بنك" المغربي: نهتم بالسوق المصري.. والعلاقات مع القاهرة لاتزال في بداية الطريق
أرشيفية
اعتبرت وكالة التصنيف الائتماني "فيتش"، أن ارتفاع نشاط المؤسسات البنكية المغربية في القارة الإفريقية، وعلى الرغم من كونه ينطوي على مخاطر، إلا أنه يتماشى مع التوجه العالمي؛ ذلك أن عددا من المستثمرين الاستراتيجيين في العالم مازالوا مهتمين بالاستثمار في القارة السمراء، وهو ما يعتبر رسالة طمأنة إلى المؤسسات البنكية المغربية بكون استثماراتها ستعرف النجاح.
وأكدت الوكالة الأمريكية، التي تصدر تصنيفا ائتمانيا للمؤسسات البنكية، أن انفتاح الأبناك المغربية والجنوب إفريقية على الاستثمار في دول إفريقية أخرى، أدى إلى وجود شبكات بنكية إفريقية جهوية، ومع ذلك فقد أقرت بأن مناخ استغلال هذه الاستثمارات "لا يزال صعبا ومعقدا إلى حدود الآن".
وعن انفتاح البنوك المغربية على السوق الافريقية، اعتبر محمد الكتاني، رئيس التجاري وفا بنك، أنه بحكم التموقع في الاقتصاد المغربي وبحصة السوق المصرفي المغربي تم الاخذ بعين الاعتبار في 2006 استراتيجية جديدة للتوسع على الصعيد الاقليمي، معتبرا انه كونهم بنك مغربي، اذن هم بنك افريقي.
وأضاف الكتاني في تصريح خاص لـ"الوطن"، أن التوسع الاستراتيجي اهتم بالدول الافريقية حيث تم وضع خارطة طريق على المدى المتوسط للتموقع في كل دول افريقيا الشمالية والغربية والوسطى، مشيرا إلى أن هذا التموقع والاختيار جاء بحكم العلاقات التاريخية بين المغرب وهذه الدول التي تربطه بها علاقات جد متينة سواء من الناحية الروحية والثقافية او الاقتصادية والتجارية والاجتماعية.
وفي حديثه عن التجاري وفا بنك، باعتباره أقدم وأكبر البنوك المغربية، فقد أكد الكتاني انه حقق نموا مضطردا في ظرف الـ 9 سنوات الاخيرة مشيرا الى انه تم اقتناء 13 مصرف في 13 دولة افريقية، فيما جاري الاعداد لخارطة طريق جديدة للاستثمار في دول متحدثة بالانجليزية او البرتغالية او الاسبانية، وهذه هي المرحلة الثانية من استراتيجية التجاري وفا بنك، حسب ذات المتحدث.
وأوضح الكتاني أن التجاري وفا بنك متواجد الآن في 23 دولة على الصعيد الدولي بما في ذلك دول الخليج، الإمارات وقطر والسعودية، مؤكدا أن توجه البنك هو دعم تواجده في القارة الافريقية.
وفي هذا الصدد أوضح رئيس مدير عام التجاري وفا بنك أن المرحلة الثانية من خارطة الطريق هي ولوج أسواق مهمة، منها السوق المصري، كما أكد على اهتمامه بافريقيا الشرقية كونها اسواق واعدة ومهمة.
واعتبر الكتاني أنه بحكم خبرة البنك المتراكمة سواء في المغرب او تونس او موريتانيا في اسواق افريقيا الغربية والمتوسطة، يظن أن تواجده بالسوق المصري وافريقيا الشرقية سيكون قيمة مضافة لتلبية حاجيات الطبقات المتوسطة والمقاولات المتوسطة والصغرى فيها.
وفي حديثه عن العلاقات بين القطاع الخاص في كل من مصر والمغرب اعتبر الكتاني، أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين لاتزال في بداية الطريق، معتبرا انه "يلزمنا فاعلين اقتصاديين وكمصارف ان نعمل على دعم هذه العلاقات الاقتصادية للرفع من وتيرتها حتى تصل الى مستوى العلاقات السياسية والاجتماعية بين البلدين"، حسب تعبير نفس المتحدث.
يذكر أن وكالة "فيتش" لفتت إلى أن توسيع المؤسسات البنكية المغربية أنشطتها في القارة الإفريقية يفرض على المشرع المالي بالمغرب، بنك المغرب، المزيد من التحديات. مما دفع، حسب مراقبين، مؤسسات المراقبة المالية إلى التوقيع على اتفاقية مع كل من الاتحاد الاقتصادي والمالي بغرب إفريقيا والتجمع الاقتصادي والمالي في إفريقيا الوسطى، بغرض تبادل المعلومات المالية لمراقبة أنشطة المؤسسات البنكية المغربية في إفريقيا.