صندوق النقد: الرشاوى تستهلك 2 تريليون دولار سنويا حول العالم
صندوق النقد الدولى
كشف صندوق النقد الدولي، أن الرشاوى تستهلك ما بين 1.5 و2 تريليون دولار سنويا في العالم، وهو ما يتسبب بإضعاف الاقتصاد وتدهور الخدمات الاجتماعية للفقراء.
وفي تقرير جديد حول التأثير الاقتصادي للفساد، أكد الصندوق أن الرشاوى والاحتيال وغيرها من أساليب الغش المنتشرة في الدول الغنية والفقيرة على السواء تحد من النمو الاقتصادي وتقوض السياسات الحكومية القوية.
وقالت كريستين لاغارد، مديرة الصندوق النقد الدولي في خطاب لها، إن "الفقر والبطالة يمكن أن يكونا أعراض الفساد المزمن".
وتابعت: "رغم أن التكاليف الاقتصادية للفساد معروفة جدا، فان التكاليف غير المباشرة ربما تكون اكبر وأكثر أثرا وتقود إلى تراجع النمو وزيادة انعدام المساواة في الدخل".
ورفضت لاغارد فكرة أن الفساد هو ظاهرة مستعصية تقتصر على دول ذات ثقافات معينة، وأكدت أنها ظاهرة تنتشر بين مختلف الثقافات والدول التي لها خلفيات مختلفة.
وذكرت بأن زعيم سنغافورة الراحل لي كوان يو"كان فعالا في وضع سياسة عدم التسامح مع الفساد وبناء مؤسسات فعالة في وقت كان الفساد منتشرا في سنغافورة".
وذكر تقرير نشره الصندوق أن من الصعب قياس التأثير الاقتصادي للفساد.
وقال التقرير، إن كلفة الرشاوى لوحدها تزيد على 2% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، ولان هذه الأموال ملوثة فأنها تخرج من الاقتصادات إلى الملاذات الضريبية ما يعني أنها لا تسهم في النمو.
وأضاف التقرير، أن الفساد يقوض السياسات العامة ويزيد من انعدام المساواة، كما يبعد المستثمرين المحليين والخارجيين.
وأشار التقرير، إلى أن البيانات تظهر أن ارتفاع معدلات الفساد يعني في العادة ضعف الخدمات الاجتماعية المقدمة للفقراء، لان ميزانيات الحكومات في الدول الاكثر فسادا تصبح مثقلة بانفاق على مشاريع كبيرة توفر فرصا اكبر للاحتيال.
وأكدت لاغارد أن برامج الدعم التي يقدمها الصندوق للحكومات تشتمل على توجيهات حول اجراءات مكافحة الفساد لان الفساد المستشري يجعل تطبيق سياسات مالية قوية امرا اكثر صعوبة.
وأضافت أن من بين الوسائل التي ثبتت فعالياتها في عدد من الدول، رفع رواتب الموظفين الحكوميين، وانشاء محاكم خاصة بمكافحة الفساد، ومعاقبة الشركات التي تمارس الفساد في دول اخرى، وانشاء مكاتب خاصة لجمع الضرائب من اكبر دافعيها، إلا انها أكدت ضرورة تطبيق القانون والقيادة الحازمة.