غضب بين أهالي المحلة بسبب عدم تطوير حديقة "اللاند سكيب"
حديقة اللاند سكيب
سيطرت حالة من الاستياء والغضب الشديدين على وجوه عشرات الألاف من أبناء ومواطني مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية بسبب تجاهل المسؤولين بديوان المحافظة ومجلس المدينة البدء في التحرك الفعلي لافتتاح حديقة "اللاند سكيب" الكائنة بطريق "المحلة – المنصورة" الدائري وسط منطقة نائية غير مأهولة للسكان وعدم الاهتمام بتطويرها وتنمية البنية التحتية بها من مرافق وخدمات كي تكون متنفس لهم وتعويضا لهم عن عدم توافر حدائق ومنتزهات بطول شارع البحر الرئيسي الواصل بين ميداني الشون والمشحمة بقلب المدينة العمالية .
وكان الألاف من أبناء المدينة فوجئوا بصدور قرار من المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، بتخصيص ما يقرب من 20 مليون جنيه ضمن خطة تطوير شوارع وميادين المدينة العمالية بسبب تعدد شكاوى الأهالي من سوء البنية التحتية وتهالك المرافق والخدمات مياه الشرب والصرف الصحي والرصف في عدد من مناطق الجمهورية ومنشية البكري والسبع بنات والرجبي وأبوشاهين ونعمان الأعصر والزراعة وغيرها .
وفي ذات السياق رأس لجنة التطوير عدد من مسؤولي القيادات التنفيذية بالمحافظة في أوائل شهر يوليو لسنة 2015م برئاسة اللواء طلعت عبدالحميد سكرتير المساعد بالمحافظة، واللواء ناصر أنور طه رئيس مجلس مركز ومدينة المحلة، والمهندس أحمد فكري والمحاسب مسعد داود رئيس حي ثان وأول، وعدد من القيادات التنفيذية لإبرام سلسلة من أعمال التطوير أهمها إنشاء سلسلة من الحدائق والمنتزهات الجديدة لمواجهة واحتواء غضب المواطنين بالمدينة من طمس وإزالة حدائق شارع البحر الرئيسي بدعوى رصفه وتوسعته لمواجهه التكدس المروري .
وتسببت لجنة التطوير في إثارة غضب عدد من المواطنين من بينها المواطن "محمود علي محامي" من أبناء المدينة بقوله "حسبي الله ونعم الوكيل في مؤولي مجلس المدينة مش عارف هم عاوزين يموتونا واحنا داخل علينا الصيف والجو بيبقى حر ولعه عشان يزيلوا الحدائق ويعملوا حديقة لاند سكيب والنصب التذكاري خارج المدينة في أماكن مقطوعة مافيش ليها أي مواصلات أو أعمدة إنارة ونقطة شرطة".
وأضاف "علي ": "نفسي أسأل محافظ الغربية والمسؤولين بالمدينة ازاي نروح نقعد في حديقة مهجورة ومافيش شرطة ولا حد يؤمن حياة إخواتي وعيالي ينفع كده هي الدولة بتلاقي فلوسها عشان تصرف في حدائق معدومة المرافق بجد عاوزين نحاسب المسؤولين ".
وقالت علياء محمد موظفة حكومية إن "هناك مشكلة حقيقية بنعاني منها عشان نوصل لمنطقة حدائق لاند سكيب أو النصب التذكاري كون لا يتوافر أي محطات سرفيس أو سيارات لنقل المواطنين تخفيفا عن معاناتهم اليومية لعدم وجود أي حدائق عامة داخل المدينة" مستشهدة بقولها "هو أنا عشان أودي عيالي وأفسحهم أركب تاكسي 15 جنيه من ميدان الشون محل سكني عشان أفسحهم والله حرام".
وكشفت تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات والرقابة الإدارية وجود إنفاق مبالغ مالية تضاهي القيمة الحقيقة التي تم اعتمادها رسميا من جهة رئيس مجلس المدينة كونه يرأس مجلس إدارة جهازي النظافة المقسم بين حي أول وثان المدينة، فضلا عن رصد خصم مبالغ مالية قيمتها تزيد عن 130 ألف جنيه تم خصمها بدعوى زيادة في مرتب رئيس المدينة على مدار أكثر من عام ونصف دون وجود سند قانوني من مديرية الإدارة والتنظيم .
وأفادت التقارير صرف عدد من المسؤولين بمجلس المدينة والأحياء والأعضاء بلجنة التطوير لمبالغ مالية قدرها 152 ألف جنيه في شهري يوليو وأغسطس لسنة 2015م كبدلات وحوافز إضافية لهم مخصصة من أموال خطة التطوير المخصصة من مجلس الوزراء في ظل مخالفتهم للوائح الإدارة المحلية ووزارة المالية التي تنص على عدم السماح بصرف حافز مرتين لنفس الموظف الحكومي .
ورصدت التقارير أن قيمة إنفاق الجهات التنفيذية مبالغ مالية قيمتها 730 ألف جنيه لإنشاء حديقة اللاند سكيب وما يقرب من مليون ونصف لإنشاء النصب التذكاري للشهداء على مساحة تزيد على 3 أفدنة، ما يعد إهدارا للمال لعدم تقدم أي مواطن لأي مزايدات ومناقصات طرحتها الجهات التنفيذية طوال أكثر من سنة ونصف كون موقعها الاستراتيجي لا يخدم المواطنين ولا يعود بالنفع على أبنائهم وذويهم .