رئيس هيئة الاستعلامات: التعيينات السياسية في مناصب الدولة أثبتت فشلها
أكد السفير محمد بدر الدين رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ضرورة زيادة الحضور المصري بدول إفريقية وخاصة دول حوض النيل، كما حذر من خطورة التعيينات السياسية والتعامل مع ملفات الأمن القومي وفقا لوجهة نظر مرتبطة بالانتماء السياسي.
وأضاف رئيس الهيئة العامة للاستعلامات على خطوة عدم الاعتماد على الكفاءة والنظر للانتماء السياسي عند التعيين في مناصب الدولة، وقال «إن هناك تعيين سياسي يحدث كوارثا، وأحيانا نقابل سفراء من الولايات المتحدة من أسوأ ما يمكن نتيجة تعيينه لمجرد كونه كان ضمن الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي».
ودعا «بدر الدين» إلى تقبل عملية التعيين السياسي كما يحدث في دول العالم ولكنه أكد أنه في النهاية صانع القرار هو الذي يتحمل فشل من عينهم لأن قلة منهم تثبت نجاحها ولكن الأغلبية تفشل.
وتابع السفير: «حتى موضوع أنفاق غزة أصبح به وجهة نظر سياسية فيمكن أن يعبر عنه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بطريقة، ويتحدث عنه الناطق باسم وزارة الخارجية بطريقة مختلفة».
وأوضح السفير خلال لقائه أعضاء المجلس المصري للشؤون الخارجية، اليوم، أن تبعية الهيئة العامة للاستعلامات لرئاسة الجمهورية، تم إقرارها نتيجة أن وزارة الإعلام سوف يتم إلغاؤها بمقتضى الدستور الجديد، فضلا عن رؤيته في تحويلها إلى جهاز إعلام الدولة وليس جزءا من النظام. كما أوضح أن نقل تبعية هيئة الاستعلامات لمؤسسة الرئاسة أسقط لائحة عمل الهيئة، مشيرا إلى الحاجة إلى وجود تعديل تشريعي ينظم عمل الهيئة.
وفيما يتعلق بزيادة الحضور الإعلامي والثقافي المصري في القارة الإفريقية، أكد السفير أن هناك خطة لإعادة ترتيب لأولوياتنا في المكاتب الخارجية لافتتاح مكاتب أكثر في إفريقيا ودول حوض النيل، وإصدار نشرة معلومات جديدة ومركزة لحوض النيل يستفيد منها الوزراء المعنيين بملف حوض النيل. فضلا عن التخطيط لإنشاء دورية إفريقية باللغة الإنجليزية يساهم فيها باحثون من دول حوض النيل وإفريقيا، وحذر من خطورة غياب الكوادر البحثية المصرية عن المنتديات الأكاديمية الإفريقية، ما يؤدي إلى سيادة وجهة نظر واحدة تغيب عنها المصالح المصرية، وأشار إلى أن الهيئة تتبنى العديد من المشروعات لزيادة دورنا في إفريقيا، مثل مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية.
وأضاف: «نقوم بإعداد دورة تدريبية للمصريين المشاركين في الفعاليات مع أفارقة لكيفية التحدث معهم حتى لا يروجون لعبارات مثل إفريقيا جنوب الصحراء ومصر وإفريقيا أو شمال إفريقيا وجنوبها لأن هذا يكرس لنظرة الاستعلاء التي تجعلنا نخسر قضية حوض النيل وملف عضوية مجلس الأمن». ووصف الهيئة العامة للاستعلامات بأنها «عجوزة» وأغلبية العاملين بها اقتربوا من سن التقاعد ونحتاج لضخ دماء جديدة.
وأوضح السفير أن الهيئة تقوم حاليا بإصدار ثلاث نشرات كل نشرة تتكون من 3 صفحات، وهي نشرة صورة مصر في الإعلام الدولي، وصورة الاقتصاد المصري في الإعلام الدولي، والمطالب الشعبية في الصحافة المصرية، مشيرا إلى حيادية تلك النشرات سواء أعجبت أو لم تعجب المسؤولين، وأن الهيئة بصدد التوسع في إعداد استطلاعات الرأي، مؤكدا أنه ليس صحيحا أن كل ما تنشره الصحافة يعبر عن الرأي العام بل نستخدمها كمجرد إدارة استرشاديه.
كما دعا المسؤولين المصريين إلى ضرورة الاستفادة من المراسلين الأجانب في مصر لتوصيل صورة صحيحة عنها للعالم، مشيرا إلى أن مصر في الموقع الثالث أو الرابع عالميا في استقبال المراسلين الأجانب.
من جانبه، دعا السفير عبد الرؤوف الريدي الرئيس الفخري للمجلس المصري إلى وجود تنسيق بين السلكين الدبلوماسي والإعلامي، وعدم استقلالية السلكين عن بعضهما، لأن عملهما متكامل، لأن أحيانا يتحدث الممثل الإعلامي بشكل لا يتناسب مع السياسة التي يمثلها الدبلوماسي، مشيرا إلى أن هناك نزعة استقلالية لدى المستشارين الإعلاميين وأحيانا يكونون غير قادرين على القيام بمهمتهم بشكل سليم يتكامل مع عمل الدبلوماسيين.