العطش يهدد ببوار الأراضى بالشرقية.. والأهالى يقطعون الطرق
مزارعو الشرقية يقطعون الطريق بسبب أزمة مياه الرى
يعانى مزارعو الشرقية من أزمة حادة فى مياه الرى بالتزامن مع بدء موسم زراعة «الأرز»، ما دعا أهالى قرية «قصاصين الأزهار» إلى قطع الطريق احتجاجاً على استمرار الأزمة بعد أن ضاقت بهم السبل وتقدموا بالعديد من الشكاوى للمسئولين، دون جدوى.
خسائر فادحة للفلاحين بعد تلف زراعات الأرز بسبب انقطاع مياه الرى.. و«أبوالنواس»: سياسات الحكومة تدمر المزارعين
«الترع جفت والزرع مات، المزارعون تذرف قلوبهم دماً على أراض حوّلها العطش إلى أرض جدباء، يصرخون ويحتجون أمام أبواب المسئولين الموصدة، التى كتبت فصلاً جديداً فى معاناة الفلاح منذ قديم الأزل»، بتلك الكلمات عبر عاطف أبوالنواس (58 عاماً)، أحد الأهالى، عن حزنه، مشيراً إلى أن سياسة الحكومة تجاه الفلاح سياسة بائسة، تتجاهل الفلاحين وتزيد من معاناتهم. وأضاف قائلاً: «أنا راجل غلبان، لا أملك من الدنيا غير فدان ونصف»، وأشار بيديه لزرعه الذى دمره العطش، وتابع: «بعد حصد القمح بدأت من حوالى 25 يوماً فى حرث الأرض وتجهيزها لزراعة الأرز واشتريت الشتلات والأسمدة وبدأ الزرع ينمو ثم فوجئنا بانقطاع مياه الرى نهائياً منذ ما يقارب 14 يوماً، ما أدى لجفاف الأرض ودمار المحصول». وعلى بعد أمتار قليلة، من أرض أبوالنواس، وقف عبدالهادى محمد أبوالمعاطى (65 عاماً) وسط أرضه التى انتشرت فيها التشققات بسبب العطش، وقال الرجل الذى خط الشيب رأسه وحفر الزمن تجاعيده على وجهه إن ما يحدث فى المرحلة الراهنة يؤكد أن الحكومة تدمر الفلاح إما عن عمد أو بسياسات خاطئة ومرتبكة، مشيراً إلى أن المسئولين لا يهتمون بمصالح الفلاحين الغلابة البسطاء، وإنما يسعون لتحقيق مصالح الإقطاعيين وأصحاب المزارع.
«نعانى من أزمة مياه الرى منذ 10 سنوات، واضطررنا للاعتماد على مياه الصرف الصحى لرى الأراضى»، يقولها محمد السيد النجار (60 عاماً)، مزارع، لافتاً إلى أن المنطقة كانت تتميز بوفرة مياه الرى فيها قبل نحو 10 سنوات، ثم قلت تدريجياً وتفاقمت الأزمة خلال السنوات الخمس الأخيرة، بعد اضطرار الأهالى لتوصيل مواسير الصرف الصحى للترعة بسبب عدم وجود مشروع للصرف بالقرية. وقال أحمد شعبان فرج الله، أحد الأهالى، إنهم فوجئوا بانقطاع مياه الرى عن أراضى قرية «قصاصين الأزهار»، والعزب التابعة لها والتى تتجاوز مساحتها 20 ألف فدان، ما دفعهم للتقدم بالعديد من الشكاوى للجهات المختصة دون جدوى، وأضاف أنهم تواصلوا مع الدكتور صلاح منصور، عضو مجلس النواب عن دائرة أولاد صقر وكفر صقر، لمطالبته بحل المشكلة منذ 5 أيام وأخبرهم الخميس الماضى أنه تواصل مع مدير إدارة الرى بأولاد صقر والذى أفاد بأنه سيتم توصيل مياه الرى فى ذات اليوم، مشيراً إلى أن المزارعين انتظروا وصول المياه دون جدوى.
وأرجع أحمد رمضان (49 عاماً)، أحد الأهالى، سبب المشكلة إلى انعدام العدالة فى التوزيع، واستيلاء بعض القرى على حصص المياه المخصصة لقريتهم بعد تدخل الواسطة والمحسوبية، على حد قوله.ولم يختلف الوضع كثيراً فى مركز صان الحجر حيث أكد الأهالى تعرض الأراضى للبوار بسبب قلة مياه الرى وعدم وصولها لنهايات الترعة. وقال السيد جمعة، أحد الأهالى، إن أكثر من 20 ألف فدان مهددة بالبوار بسبب نقص مياه الرى، مشيراً إلى أن تلك الأراضى تقع على ترع «الغزالى والبكارشة وترعة صان الحجر، والصلاحات والبحرية»، مضيفاً أن الأهالى يهددون بقطع الطرق حال استمرار الأزمة وعدم تدخل المسئولين لاحتوائها.