الحكومة تفوت الفرصة الأخيرة لاستعادة عرش القطن
فايد
كشفت مصادر مسئولة بوزارة الزراعة عن تراجع فى مساحات القطن المزروعة هذا العام لأدنى مستوياتها منذ أكثر من ٢٠٠ عام، مؤكداً أن المساحة المزروعة وفقاً لكشوف الحصر بلغت ٨٠ ألف فدان، متوقعاً أن تصل إلى ١٠٠ ألف نهاية الشهر الحالى بعد انتهاء زراعته فى محافظة البحيرة.
تراجع مساحة الذهب الأبيض إلى 100 ألف فدان فى مقابل التوسع فى محصول الأرز
أكدت المصادر أن سعر محصول القطن هذا العام سوف يقفز إلى مستويات لم يشهدها من قبل، موضحاً أن المزارعين بدأوا فى توقيع عقود مسبقة مع شركات ومغازل بـ١٥٠٠ جنيه للقنطار مع الالتزام بأعلى سعر وقت جنى المحصول، متوقعاً أن يصل إلى ٢٠٠٠ جنيه، بزيادة قدرها ٧٥٠ جنيهاً عن التى أعلنها مجلس الوزراء الأسبوع قبل الماضى. واتهمت المصادر، الحكومة بعدم اتخاذ إجراءات من شأنها رفع المساحة، خاصة أنه كان مخططاً زراعة أكثر من ٦٠٠ ألف فدان بعد استنباط اصناف محسنة ومطلوبة دولياً، لافتاً إلى أن تدنى مساحة القطن سوف يتسبب فى رفع مخالفات مساحات زراعة الأرز، وهو المحصول الأكثر شراهة فى المياه، الأمر الذى سيشكل عبئاً على الاحتياجات المائية هذا العام فى ظل تدنى واردات مصر من مياه النيل. وكشف المهندس وليد السعدنى، رئيس الجمعية العامة للقطن، عن عدة أسباب وراء تراجع مساحة القطن المصرى هذا العام، أبرزها تأخر الدولة فى الإعلان عن سعر ضمان القطن للموسم الجديد، وارتفاع أسعار الأرز فى الأسواق وهو المحصول الصيفى المنافس للقطن. وتوقع «السعدنى» بلوغ سعر قنطار القطن هذا العام نحو 2000 جنيه، بزيادة قدرها 750 جنيهاً على السعر الرسمى للحكومة، وذلك مع خلو السوق حالياً من «الفضلة» أو «الرواكد» من العام الماضى، وتوقع إنتاج 700 ألف قنطار فقط هذا الموسم، مقابل مليون و36 ألف قنطار للموسم الماضى، ومليون قنطار «فضلة» كانت متبقية من موسم 2014، مشيراً إلى أن احتياجات السوق المصرية تبلغ ٢ مليون قنطار، ومليوناً آخر للسوق الأجنبية. وقال «السعدنى»: «إن وزارة الزراعة نجحت العام الماضى فى إنتاج نحو 150 ألف قنطار من قطن الإكثار من مساحة قدرها 35 ألف فدان فقط، تنفيذاً للقرار الجمهورى بقانون رقم 4 لسنة 2015، لكن الحكومة فوتت فرصة استثمار التقاوى المتحصلة منها فى زراعة 400 ألف فدان على الأقل، كما كان مخططاً له العام الماضى». وأضاف «السعدنى» أن تأخر الحكومة فى إعلان أسعار القطن، وارتفاع أسعار الأرز خلال الشهر الماضى والحالى، وتراجع إنتاجية الفدان إلى 4 قناطير للفدان بدلاً من 7 قناطير، دفع الفلاحين للهروب من زراعة القطن إلى «الأرز»، غير مبالين بالتهديد والوعيد بتوقع غرامة قدرها 4000 جنيه على فدان الأرز المخالف.