"الإفتاء" يحذر من تطبيق إلكتروني لـ"داعش": يستهدف "عقول الأطفال"
الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية
دعا مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء، إلى حماية الأطفال والنشء من دعاية التنظيمات الإرهابية، التي تستهدف استمالتهم، وتلقينهم القيم والمعاني المتطرفة، لتحفيزهم على ممارسة العنف واستحسانه.
جاء ذلك في أعقاب الكشف عن إطلاق وحدة الدعاية والإعلام لدى تنظيم "داعش" الإرهابي، تطبيقا جديدا للأطفال باسم "حروف"، يعمل على نظام تشغيل الهواتف المحمولة "أندرويد"، ويهدف إلى استقطابهم وتجنيدهم منذ الصغر، وذلك عبر تعليمهم الحروف الأبجدية العربية، باستخدام كلمات تتعلق بالحروب والأسلحة.
وأوضح المرصد، أن التطبيق يسعى إلى تلقين الأطفال معاني العنف والقتال من بوابة تعلم الحروف الأبجدية، حيث يتم تعليم الأطفال الحروف عن طريق مسميات السلاح المختلفة، كأن يتعلم الطفل الحرف "ب" مصحوبًا بكلمة "بندقية"، والحرف "ص" مصحوبًا بـ"صاروخ"، و"ر" بـ"رصاصة"، و"س" بـ"سيف"، و"د" بـ"دبابة"، وغيرها من أنواع الأسلحة والمعدات التي يروج لها التنظيم الإرهابي، ويحاول بها بناء عقلية الأطفال منذ الصغر على هذه المسميات، التي ترمز إلى العنف والقتل والحرب.
وأشار المرصد، إلى أن تطبيق "داعش" الإلكتروني، يقدم دروسًا للأطفال في شكل ألعاب وأناشيد مصحوبة بصور جذابة وألوان زاهية، مع وجود "علم الخلافة" الأسود الخاص بالتنظيم، وصورا لأطفال يرتدون أقنعة "داعش" السوداء، بما تحمله هذه الصور من معاني تشجع الأطفال على ممارسة العنف، والإقبال عليه وترسيخ صورة مقاتلي التنظيم باعتبارهم أعلامًا يُحتذى بهم.
وحذر المرصد من خطورة ترك الأطفال "لقمة سائغة" لهذه الدعاية الداعشية، وعمليات غسيل المخ التي يحاول التنظيم إجرائها على الأطفال من مختلف المشارب، داعيا إلى حماية الأطفال من التطبيقات، وضرورة متابعة التطبيقات والبرامج التي يشاهدها الأطفال، لضمان عدم تعرضهم للدعاية الخبيثة والأفكار التي تحض على العنف، والتي يسعى التنظيم إلى بثها في عقول الأطفال منذ الصغر، لتهيئتهم لتقبل مثل هذه الأفكار وممارسة أعمال العنف.
كما دعا المرصد، إلى تكثيف المواجهة الإلكترونية والتقنية لتنظيم "داعش" الإرهابي بشكل خاص، نظرا لما يتمتع به التنظيم من قدرات تكنولوجية وتقنية غير مسبوقة على مستوى الجماعات الإرهابية والمتطرفة، ما يحتم على المجتمع الدولي تطوير قدرات المواجهة وتحديثها، بما يضمن محاصرة النفوذ التكنولوجي الداعشي وإحباط مخططاته الخبيثة.