«صاحب السعادة»: 1500 ضحكة يومياً
محسن
أثناء عودته وذهابه إلى العمل مستقلاً مترو الأنفاق، لاحظ «محمود محسن»، 24 عاماً، عبوس معظم ركاب المترو، وذات مرة سأله أحد المسنين: «الساعة كام؟» ليرد عليه مبتسماً: «6 ونص يا حاج»، ليرد المسن: «يااااه أنا بقالى 4 أيام محدش ضحك فى وشى»، ومن هنا أتت لـ«محسن» فكرة لإسعاد الناس ورسم ابتسامة على وجوههم.
يطبع أوراقاً على نفقته الخاصة لإسعاد «ركاب المترو»
يطبع الشاب الذى تخرّج فى كلية التربية الرياضية، 1500 «إيموشن ورق» يومياً وعلى نفقته الخاصة، يجوب بها عربات المترو أثناء رحلته، ويوزّعها على الركاب، طالباً منهم فقط «أن يبتسموا»: «لم أخجل مرة فى أن يعتقد أحد منهم أننى أتحدث إليهم طالباً مساعدة، هدفى هو أن أسعدهم رغم أن بعضهم يعاملنى بحدة، منتقداً ما أفعله».
قابل «محسن» الكثير من المواقف، مرة جاء إليه شرطى معتقداً أنه يتسول أو يبيع فى المترو، لكنه عندما استمع إلى حديثه مع الناس ودعوته إياهم إلى الابتسامة، ابتسم ثم انصرف، وفى موقف آخر نهره أحد الركاب وقال له: «امشى غور من وشى ياد»، فابتسم فى وجهه ليعرف مشكلته وطلب منه الابتسام، فرد عليه: «ابتسم إزاى وعربيتى محتاجة 17 ألف جنيه علشان أصلحها، وأنا دلوقتى راكب مترو».. لترد واحدة من الركاب قائلة: «ده أنا ماعييش 17 جنيه أغدى بيهم ولادى».
وعن تطوير فكرته، قال الشاب، إنه فى إحدى المرات دشّن «إيفينت» على موقع «فيس بوك» من خلال صفحته «بياع الضحكة smile for you»، ليقيمه فى منطقة الحسين ويدعو الناس إلى الفرح والابتسامة، ورغم أن عدد متابعى صفحته لا يتعدى الـ3 آلاف، فإن عدد الحاضرين فى شارع المعز وصل إلى أكثر من ذلك: «طبعت سمايلات، ووزعت بونبونى، وأوراق فيها حكم عن الابتسامة، وبلالين، وقطعة خشبية»، مشيراً إلى أنه أوضح الأمر فى البداية لدورية الشرطة الموجودة فى المكان، ولم يكن لديهم أى مانع.
وأشار «محسن» إلى أن هناك دافعين بداخله تجاه ما يفعله، الأول الدافع الدينى، حيث إن النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) أوصى بالتبسم والكلمة الطيبة، والدافع الآخر اجتماعى لأن الشعب المصرى يُعرف بوجهه البشوش، وأنه شعب يحب «الفكاهة»، لكن الظروف هى التى أودت به إلى ذلك.