عمرو موسى: حديث السيسي عن القضية الفلسطينية أول توجه مباشر لحل النزاع
عمرو موسي
قال عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين، إن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن تصور مصر للحركة السياسية في بعض القضايا العربية وعن دورها في الشرق الأوسط، يعتبر أول توجه مباشر وواضح للرأي المصري في المنطقة بما في ذلك النزاع العربي الإسرائيلي ودور مصر في حل النزاع.
وأضاف موسى، خلال كلمته في مؤتمر "مصر ـ نحو اقتصاد جديد" الذي نظمته الجمعية المصرية للأوراق المالية "ECMA" أمس الأول، أن هذا التطور يعتبر تطورًا في الصراحة المصرية فيما يتعلق بنظرتها في مثل هذه القضايا هو ما يساهم في استعادة مكانة مصر، ولكن تلك النظرة لا يمكن ان تكتمل إلا بالنجاح الداخلي.
وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، على أن مصر جزء أساسي من البناء الدولي والإقليمي، وأنها تعتبر ركيزة أساسية في بناء مجتمعات وبلدان أخرى في المنطقة، ولابد أن ترجع مكانة مصر وأن تلعب دورها في التوازن الدولي والإقليمي الضروري للاستقرار في هذه المنطقة.
وأوضح أن القوة المصرية الناعمة تكمن في الاقتصاد المصري والعدالة والفن والأدب وغيرها، وقوة المواطن المصري الذي يملك الثقافة والفكر المتطور على مر العصور، وتابع: "بالنظر إلى التاريخ المصري القديم والحديث نرى أننا لم نحتل دولا أخرى، إنما كنا موجدين في كافة أسواق العمل وصالونات المجتمع وندوات الفكر في العالم العربي والشرق الأوسط والمستوى العالمي، وهذا سبب قوة مصر والتي نريد أن نستعيدها مرة أخرى".
وأشار إلى أنه لدينا من أسباب التفاؤل الكثير ولدينا أيضا الأسباب التي تدعونا للتشاؤم، وهنا يكمن الاختيار حيث يجب أن يتغلب التفاؤل على خصمه، فتفاؤلنا يجعنا نقدم وبكل قوة لاتخاذ كل ما في وسعنا من إجراءات نحو تحقيق نجاح الدولة المصرية، مذكراً بأن ما حدث في الدولة من خلل نجم عن سوء إدارة الحكم في عهود متتالية بدءاً من السنوات الأخيرة لعهدي الملك مرورا بكل ما تلاها من عهود انتهاء بسنة حكم الإخوان.
وأكد موسى، أنه بحديثنا عن سوء إدارة الحكم لا نتحدث فقط عن الأمور السيادية، وإنما عن المسائل الحياتية، فالتعليم على سبيل المثال لم ينل القسط الكافي من الاهتمام من عهد إلى آخر، وعلى غرارة الأمور الصحية والتي لم تكن لها الحظ في التطوير من المنظومة، حتى على مستوى الفرد وتنميته وتزويده بالمعرفة والمعلومات التي من شأنها تمكينه من التطوير والإضافة، ويأتي مع ذلك العديد من الملفات كالزراعة والتجارة والطاقة مسها نفس الخلل.
وقال عمرو موسى: "إننا نحن المجتمع المصري في العهد القائم مسؤوليتنا جميعا إصلاح هذا الخلل، وهذه عملية سياسية في المقام الأول وترتب الأدوار السياسية والإدارية والخدماتية وقائمة الاستحقاقات التي يجب أن نتمتع بها نحن المصريين، ذلك الخلل الذي تصدت له خارطة الطريق التي وضعت لتشمل الدستور، انتخاب رئيس الجمهورية، وانتخاب البرلمان وبإتمام تلك الاستحقاقات الثلاثة لا عذر لنا إذا لم نتقدم إلى الأمام، وأن التقدم لابد أن يرتبط بالزمن الذي نعيش فيه، فلا يمكن أن تحدث طفرة ونحن مازلنا نفكر بعقلية القرن العشرين أو أي قرن سابق، فلابد أن يكون تفكرينا وصياغتنا للأمور متجهة نحو أن تلتحق مصر بمسيرة التقدم الفكري المتناسبة مع الفترة الزمنية المعاصرة والمستقبلية".
واختتم موسى قائلًا: إن "الإصلاح الاقتصادي يعتمد على الإصلاح الإداري، فبدون إصلاح إداري وتشريعي لا يمكن أن تكتمل المنظومة الاقتصادية، وأن قوه البيروقراطية السلبية في مصر هي السبب الرئيسي في عدم تحرك الاقتصاد، فسوء الإدارة وغياب التشريعات من شأنها أن تجعل أي فكرة متقدمة جيدة تتعثر. إن التفاؤل هو سلاحنا وهو ما يمنحنا الشجاعة والأمل أن نجعل الغد أفضل.