بحر إيجه "مقبرة العابرين".. من إيلان الكردي إلى ضحايا "الطائرة المصرية"
صورة أرشيفية
اختفت طائرة تابعة لشركة "مصر للطيران" في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، وعلى متنها 66 راكبًا من بينهم طاقم الطائرة، من شاشات الرادار اليونانية، على بعد 130 ميلًا قبالة سواحل جزيرة كارباثوس بين جزيرتي رودوس وكريت، في جنوب شرق بحر إيجه، وصرح الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، بأن المعلومات الأولية تشير إلى تحطم الطائرة.
بحر إيجه هو أقصر الطرق بين اليونان وتركيا التي يسلكها اللاجئون، وأقصر الطرق الذي يسلكها المئات إلى الموت بعد أن أمسى مقبرة لأكثر من 760 لاجئًا سوريًا بينهم 340 طفلًا.
ووفقًا لصحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، فإنّ أكثر من 760 لاجئًا ومهاجرًا غرقوا هذا العام، أثناء المحاولات اليائسة للعبور إلى اليونان وإيطاليا، كما ذكرت أحدث الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة.
ويعد بحر إيجه، أحد أفرع البحر المتوسط، ويقع بين شبه الجزيرة اليونانية وتركيا، ويتصل بالبحر الأسود وبحر مرمرة، عن طريق مضيقي البوسفور والدردنيل، وتطل عليه تركيا واليونان، ويغطي بحر إيجه مساحة تبلغ 179 ألف كيلومتر.
قوارب تسافر عليها أعداد ضخمة من المهاجرين يواجهون ظلمة الليل وسط الأمواج الهائجة التي لا ترحم أجسادهم وأرواحهم التي أنهكها الحرب. "أبي لا تمت يا أبي" كانت تلك آخر كلمات سمعها والد الطفل أيلان الكردي قبل أن تغمره المياه المالحة ويلفظ أنفاسه الأخيرة، لتدفعه أمواج إيجه إلى أحد الشواطئ التركية، البلد الذي غادروه قبل ساعات بعد أن دفعوا للمهربين أموالًا لإيصالهم إلى جزيرة كوس اليونانية.
أنفاس إيلان التي ابتلتعها أمواج إيجه، ولفظت جثته الصغيرة على أحد الشواطئ التركية، وأصبحت صورته دليلًا على موت آلاف اللاجئين في البحر بعد أن تقطعت بهم السبل وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا، وانطلقت ملايين النداءات تحث الحكومات الأوروبية لزيادة جهودها لمساعدة اللاجئين في أبريل الماضي.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرج، أعلن أنّه سيتم زيادة عدد السفن الحربية التابعة للحلف في بحر إيجه، خلال الأيام المقبلة، في إطار الجهود الرامية لحل أزمة اللاجئين، ومكافحة الهجرة غير القانونية.