تأسيس «التمويل الإسلامى الأصغر» برأسمال 450 مليون جنيه.. و«نصر»: نمد أيدينا لدول العالم لمواجهة الأخطار
وزيرة التعاون الدولى خلال توقيع الاتفاقية أمس
وقعت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، اتفاقية مع الدكتور أحمد محمد على، رئيس مجموعة البنك الإسلامى للتنمية، بشأن تأسيس مؤسسة التمويل الإسلامى الأصغر فى مصر، على هامش ترؤسها وفد مصر فى الاجتماع السنوى الـ41 للبنك الإسلامى للتنمية، بالعاصمة الإندونيسية «جاكرتا». وقالت «نصر» إن المشروع يهدف لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر فى جمهورية مصر العربية، عن طريق تأسيس شركة متخصصة لهذه الاغراض، بداية برأسمال مدفوع يعادل 450 مليون جنيه، ومتوقع أن يصل حجم أصول الشركة إلى نحو 4 مليارات جنيه خلال 5 سنوات، بالإضافة إلى تعاون البنك الإسلامى للتنمية مع الحكومة المصرية فى تعزيز بناء القدرات فى مجال التمويل الإسلامى.
وزيرة التعاون الدولى لـ«»: تفعيل اللجنة المشتركة مع إندونيسيا.. وبحث تمويل مشروعات لتحقيق التنمية الشاملة فى سيناء
وأوضحت أن تأسيس مؤسسة التمويل الإسلامى الأصغر فى مصر يأتى ضمن الجهود التى تبذلها الوزارة من أجل دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام ودعم التمكين الاقتصادى للشباب والمرأة بشكل خاص، نظراً لما يقدمه المشروع من تمويل للمشروعات الصغيرة للفئات الأكثر احتياجاً، كما أن المشروع يتناسب مع استراتيجية مصر للتنمية المستدامة، رؤية مصر للعام 2030 التى تركز على مجالات رئيسية هى: التنمية الاقتصادية، وتحسين نظام الإدارة العامة والحوكمة، والعدالة الاجتماعية، واحتواء كافة فئات المجتمع.
وناقشت «نصر» مع رئيس البنك، على هامش توقيع الاتفاقية، العلاقة بين الحكومة والبنك الإسلامى للتنمية الذى يسهم فى تمويل العديد من المشروعات المهمة فى مصر، بإجمالى تمويلات يصل إلى 2.3 مليار دولار، فضلاً عن مساهمة المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة فى تمويل شراء منتجات بترولية بمبلغ 3 مليارات دولار، وتم خلال الاجتماع مناقشة الترتيبات الجارية على الجانبين لإعداد استراتيجية تعاون جديدة، لا سيما فى ظل ما شهدته محفظة التعاون مع البنك من تحسن ملحوظ خلال الشهور الماضية. وبحثت «نصر» مع «على» إمكانية مساهمة البنك تمويل مشروعات برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء، وفى هذا الإطار، أعرب رئيس البنك عن حرصه الكبير على مساهمة البنك فى تنمية شبه جزيرة سيناء، والتى تحتل مكانةً خاصة لدى البنك. وشددت الوزيرة على أهمية استمرار البنك فى دعم المشروعات ذات الأهمية للحكومة المصرية فى الوقت الحالى، ومن بينها مشروع مكافحة مرض إنفلونزا الطيور الذى يهدف إلى إنتاج 800 مليون لقاح سنوياً، تساهم فى سد احتياجات السوق المصرية، فضلاً عن توفير ما يقرب من 160 مليون دولار سنوياً قيمة استيراد اللقاحات من الخارج مع إمكانية زيادة الطاقة الإنتاجية ليمكن تصديرها للخارج، وخاصةً الدول العربية والأفريقية المنتشر بها مرض إنفلونزا الطيور، وبحثت الترتيبات النهائية لإنشاء مكتب للبنك بالقاهرة، وهو الأمر الذى من شأنه توسع البنك فى عملياته فى مصر، فضلاً عن تسريع السحب من التمويلات المقدمة من البنك.
فى سياق متصل، ترأست «نصر» وفد مصر فى الجلسة الختامية لمجلس محافظى مجموعة البنك الإسلامى للتنمية، ورحبت بالدكتور بندر حجار، الذى سيتولى رئاسة مجموعة البنك الإسلامى للتنمية. وأكدت أن مصر كانت حريصة دائماً على الاندماج فى محيطها الإقليمى والتعاون مع جميع الدول الصديقة لتحقيق التكامل والتنمية الشاملة والمستدامة، مشيرة إلى أن العالم الإسلامى يشهد العديد من التحديات والمشكلات التى تهدد مسيرة التنمية. وأوضحت أن مصر تمد يديها لجميع دول العالم للعمل لمواجهة الأخطار والتحديات المشتركة وتحقيق التعاون فى مختلف المجالات بما يساهم فى تحقيق التنمية، ويعود بالمصلحة على شعوب البلاد العربية والإسلامية، وذكرت أن مصر حققت على مدار العامين الماضيين العديد من الإنجازات على المستويين الاقتصادى والاجتماعى، وقامت بإجراء إصلاحات هيكلية فى العديد من القطاعات.
وأعربت عن تطلعها فى هذا الاجتماع إلى تبادل الأفكار والرؤى حول تفعيل آليات العمل الجماعى والتعاون المشترك لمكافحة الفقر وخلق فرص العمل وتحسين البنية التحتية والاستغلال الأمثل للثروات والموارد الطبيعية.
وقدمت الوزيرة طلباً لرئيس البنك بإطلاق مبادرة لدعم الدول الأقل تنمية، مشيرة إلى أن مصر على أتم الاستعداد لمشاركة البنك فى قيادة تلك المبادرة ودعمها فنياً ومعنوياً وحشد الموارد المالية من مختلف شركاء التنمية، للوقوف بجانب الأشقاء والمساهمة فى دعم الدول التى تعانى من تفشى الأمراض الوبائية. وقالت «نصر» لـ«الوطن»، إنه يجرى العمل حالياً على تفعيل عمل اللجنة المشتركة المصرية - الإندونيسية بين البلدين، والتى لم تجتمع منذ عام 2007. وعلمت «الوطن» أن الدكتور بندر حجار، رئيس مجموعة البنك الإسلامى للتنمية الجديد، سيبدأ عمله من مطلع أكتوبر المقبل، لمدة 5 سنوات، خلفاً للدكتور أحمد محمد على، الذى قرر التقاعد، وتم اختياره رئيساً فخرياً للبنك.