مسئول أزمات «الدفاع الوطنى»: الجيش جهز أطقم لاستمرار البحث طوال الـ«24 ساعة»
عمليات الإنقاذ تواصلت على مدار 24 ساعة
كشف اللواء حسام أنور، مسئول ملف إدارة الأزمات والكوارث بكلية الدفاع الوطنى، تفاصيل عمليات البحث عن طائرة مصر للطيران المنكوبة التى قامت بها عناصر من قواتنا المسلحة بالتنسيق مع 5 دول صديقة، حيث وصلت إشارة من مراكز البحث والإنقاذ التابعة لوزارة الطيران المدنى عقب فقد الاتصال بالطائرة واختفائها من على أجهزة الرادار ليتم إبلاغ مركز البحث والإنقاذ بالقوات المسلحة عن فقدان طائرة تابعة للشركة دون تحديد سبب الفقد. أضاف مسئول ملف إدارة الأزمات بـ«الدفاع الوطنى»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن «البحث والإنقاذ» بالجيش جهز «أطقم متبادلة» للعمل بشكل متتالٍ وسريع للعثور على الطائرة التى كانت مفقودة وقتها فى أسرع وقت، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، مع تجهيزهم لتكون محاولات البحث لفترة زمنية طويلة، إلا أن كفاءة العناصر المشاركة جعلتها تعثر عليها بعد 24 ساعة من عمليات البحث المتتالية.
«أنور»: تمت مخاطبة السفن التجارية فى محيط اختفاء الطائرة للإبلاغ عنها حال ظهورها باعتبارها الأقرب للحدث.. والتصريحات الرسمية واجهت مخطط إظهار أن «الأمور خارج السيطرة»
وأوضح «أنور» أن الأطقم تبادلت عمليات البحث، كما جرى التنسيق مع السلطات المختصة بالدول المشاركة بالبحث، لافتاً إلى أنه تم إبلاغ السفن التجارية الواقعة بالقرب من منطقة اختفاء الطائرة المنكوبة باعتبارها الأقرب من مكان الحدث فى هذا التوقيت، والتنويه عليها بالإبلاغ الفورى عن أى آثار للطائرة حال مشاهدتها وقت إبحارهم.
ولفت مسئول إدارة الأزمات بـ«الدفاع الوطنى» إلى أن سقوط الطائرة من ارتفاع 37 ألف قدم استلزم توسيع دائرة البحث داخل البحر المتوسط، ومن تم جرى تنسيق عمليات البحث مع دول تربطها بمصر علاقات تعاون مشتركة، وتدريب، وبروتوكولات فيما بينها، عبر التنسيق مع مراكز إدارة الأزمات، والبحث والإنقاذ بكل من اليونان، وفرنسا، وقبرص، وإيطاليا، وبريطانيا.
وأوضح أنه تم العثور على أجزاء من الطائرة المنكوبة بواسطة قوات تابعة لمركز البحث والإنقاذ بقواتنا المسلحة، التى ضمت قوات بحرية وجوية، فضلاً عن عناصر مدربة داخل «المركز»، مشيراً إلى أن العثور على الحطام فى تلك الفترة الصغيرة يعتبر إنجازاً، فى ظل وجود دول تحطمت لها طائراتها، ولم تجد حطامها. ولفت «أنور» إلى أن المنطقة التى تحطمت فيها الطائرة فوق البحر الأبيض المتوسط عميقة، ما سيوجد صعوبة فى استخراج حطامها نظراً للعمق المائى الكبير فيها، ما يستلزم البحث بالأجهزة الحديثة، والقطع البحرية، والعناصر المدربة على الحطام، وأى متعلقات كانت عليها.
من جانبه، قال اللواء أركان حرب هشام الحلبى، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن التعامل مع أزمة فقدان الطائرة حتى العثور عليها تم وفقاً لأسس ومنهجية علمية سليمة لملف إدارة الأزمات، موضحاً أن ذلك بدأ فور تلقى إخطار بفقدان الطائرة من على شاشات الرادار، وكذلك بعد تحول الأزمة لـ«كارثة» بعد العثور على حطام الطائرة. أضاف مستشار «أكاديمية ناصر»، لـ«الوطن»، أنه تم رفع درجة الاستعداد داخل جميع الأجهزة المعنية للتعامل الفورى مع الأزمة، فضلاً عن جهود القوات المسلحة لتتابع رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء مع مركز إدارة أزمات وزارة الطيران تطورات الحدث، وكذلك رفع درجة الاستعداد داخل وزارة الصحة للتعامل مع أى ضحايا يتم العثور عليهم، وداخل وزارة الخارجية لتنسق مع سفارات الدول الأجنبية التى كان لها ضحايا على متن الطائرة، فضلاً عن وزارة الداخلية لتسهيل إجراءات استخراج تصاريح الدفن، والأمور المتعلقة بالجوازات.
ولفت «الحلبى» إلى أن سلطات الطيران المصرية المختصة كانت حريصة جداً على متابعة تطورات الأمر لحظة بلحظة، وبدقة متناهية، مع العمل على مخاطبة الرأى العام بالحقائق فور التيقن منها، وهو ما ظهر فى إصدار أكثر من 9 بيانات، ما أحدث سيطرة فى التصريحات الإعلامية الصادرة بشأن الحدث لتكون منضبطة. وأشار مستشار أكاديمية ناصر إلى أنه لم يكن معروفاً أسباب اختفاء الطائرة، أو أين وجدت أو غير ذلك، وهو ما كان قد يُستغل، حال عدم وجود خطاب رسمى من الدولة، فى إظهار أن «الأمور خارج السيطرة»، مؤكداً أنه كان هناك من يسعى لاستغلال تلك المواقف والأحداث.
ولفت إلى أن الدولة أدارت أزمة طائرة مصر للطيران عبر 3 مستويات مختلفة تمثل السبيل الأمثل لإدارة مثل تلك الأزمات؛ أولها اجتماع مجلس الأمن القومى برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعضوية جميع الجهات المسئولة عن الأمن القومى المصرى، لتقف على الأسباب والملابسات المتاحة حول الأزمة، وتتخذ اللازم بشأنها، وثانيها عبر متابعة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، لتطورات الأزمة أولاً بأول من غرفة عمليات وزارة الطيران المدنى، وثالثها تحرك القوات المسلحة لإجراء عمليات «بحث وإنقاذ»، فضلاً عن التنسيق المشترك مع دولتى فرنسا واليونان.