خبراء أمن جوي: 3 سيناريوهات محتملة وراء سقوط الطائرة المصرية
صورة أرشيفية
في حين لا يمكن استثناء أي احتمال، إلا أن ما يعرف حتى الآن عن السلوك المضطرب لطائرة مصر للطيران قبل سقوطها يشير إلى أن السبب كان خطأ بشريا وليس تقنيا، أو ربما مزيج من الاثنين، بحسب ما ذكر خبراء طيران للأسوشيتد برس.
تقول السلطات اليونانية إن الطائرة انحرفت 90 درجة إلى اليسار، ثم 360 درجة إلى اليمين قبل أن تهوي في البحر المتوسط.
وها هي السيناريوهات الرئيسية التي عرضها خبراء بناء على مسار الرحلة المضطرب:
1ـ صراع في قمرة القيادة
يشير انحراف الطائرة إلى نوع من الصراع داخل قمرة القيادة، بحسب فيليب باوم، المحرر بمجلة أفياشن سيكيوريتي إنترناشونال (أمن الطيران الدولية)، الذي أضاف أن الطيارين ربما كانا يحاولان السيطرة على الطائرة بعد وقوع انفجار، مثلما حدث في عام 1976 عندما انفجرت قنبلتان بطائرة ركاب كوبية عقب إقلاعها من باباردوس، ثم حاول الطيار توجيه الطائرة بعيدا من الشاطئ. أو أنهما كانا يصارعان شخصا ثالثا حاول السيطرة على الطائرة.
يقول باوم "ربما كان صراعا في قمرة القيادة بين الطيارين، أحدهما انتحاري والآخر لا. أو أن خاطفا حاول دخول القمرة".
في عام 2000 سقطت الطائرة التابعة لخطوط طيران بريتش إيروايز في رحلتها رقم 2069 من لندن إلى نيروبي من ارتفاع 10 آلاف قدم بعد أن دخل أحد الركاب قمرة القيادة وحاول السيطرة على أجهزة التحكم فيها. لكن تم التغلب عليه، وتمكن الطاقم من استعادة استقرار الطائرة.
قال الجيش المصري إنه لم يصدر نداء استغاثة من الطيار في وقت مبكر من الأربعاء، وإذا كان قد وقع أي صراع حول السيطرة على الطائرة لكان ذلك مفهوما، وفق باوم، الذي أضاف "آخر شيء تفكر فيه عندما تصارع شخصا آخر هو إرسال نداء استغاثة. أما أول ما تفكر فيه هو محاولة استعادة السيطرة على الطائرة".
2ـ تأثير خارجي مفاجئ
احتمالية أخرى هي أن الطائرة ضربت بغرض خارجي أسقطها من السماء، حسبما قال فيليب باترورث هايس، وهو خبير في أنظمة الطيران.
وأضاف "ربما ضربها صاروخ أو طائرة بدون طيار. أحيانا يحدث ذلك ويغير من مسارها"/ هانس كيال، من مجموعة تحليل السلامة الشمالية في السويد، وصف هذا السيناريو بأنه "غير محتمل إلى حد ما".
وقال إنه بالنظر إلى موقع الطائرة فوق البحر المتوسط، فسيتطلب إطلاق صاروخ عليها، أنظمة أسلحة عسكرية متطورة ومعقدة. وأضاف "ستحتاج إلى صاروخ محمول بحرا". وأوضح أنه إذا وقع هجوم استهدف الطائرة، فعلى الأرجح أنه وقع من داخل الطائرة، "كعمل إرهابي."
3ـ خلل فني
كل الخبراء يقولون إنه من المبكر للغاية استبعاد أي شيء. لكن باترورث هايس قال إنه من الصعب تخيل أن عطلا فنيا تسبب في تحطم الطائرة.
وقال "لا أستطيع التفكير في الخلل الفني. لأن لديك ثلاث أنظمة تحكم في الطيران. وحتى إذا فشلت كلها وتوقفت، مازال الطيار يستطيع التحكم في الطائرة، وإبقائها مستوية ومستقيمة".
وأوضح كيال أنه إذا سقطت الطائرة بسبب نوع ما من تعطل الأنظمة، فربما يكون ذلك، إضافة أيضا إلى العنصر البشري.
يمكن أن يحدث هذا السيناريو إذا تمت تغذية أنظمة الملاحة "بمعلومات خاطئة من قمرة القيادة، ما يخدع الطيارين للقيام بمناورات غير صحيحة".
أبرز مثال على تحطم طائرة وسط رحلتها بسبب عطل في الأنظمة كانت رحلة الطائرة 447 التابعة للخطوط الجوية الفرنسية، والتي اختفت فوق المحيط الأطلنطي خلال رحلة من البرازيل إلى فرنسا عام 2009. ولعبت العاصفة والبيانات المغلوطة والعنصر البشري كلها دورا في ذلك.
يقول ديفيد ليرماونت، مستشار تحرير في صحيفة "فلايت غلوبال"، إن العنصر المشترك مع طائرة الخطوط الجوية الفرنسية في التحطم، وربما يكون أو لا يكون على صلة بالحادث هنا، هو "أن الواقعتين حدثتا في منتصف الليل".
وأضاف "إنه الوقت الذي يكون البشر فيه عند أدنى مستويات أدائهم على الإطلاق. ورغم كل ما يحدث، لن يكون الطيار بنفس ذكائه كما كان في منتصف النهار".