«الإرهاب» يُؤدِّب الداعمين لـ«30 يونيو»
صورة أرشيفية
قبل 3 أعوام توقف العالم أمام لحظة تاريخية لم يكن أحد يعتقد أبداً أنها قريبة إلى هذا الحد.. خرج المصريون بعد أقل من عام على وصول الإخوان إلى السلطة رفضاً لما وصلت إليه الأحوال فى البلاد.. وقتها وقف العالم ضد إرادة المصريين. وما بين دعوات للتنديد ورفض ما حدث فى 30 يونيو ودعوات أخرى تطالب بوقف المساعدات الأمريكية المقدمة إلى مصر، اتخذت إيطاليا وفرنسا وروسيا موقفاً مغايراً، كانت الحكومة الإيطالية من أوائل حكومات أوروبا التى تعلن قناعتها التامة بثورة 30 يونيو، فخرج السفير السابق فى مصر، ماوريتسيو مسارى، ينفى تماماً صحة ما تداوله البعض من أن «روما» وصفت ما حدث بأنه «انقلاب». ولم يكد يمر شهران فقط حتى خرجت الخارجية الفرنسية فى أغسطس 2013 تعلن صراحة أن «فرنسا لا تساند الإخوان، وإنما تدعم مصر فى طريق الحوار والانتخابات، ومن الخطأ تعليق المساعدات الاقتصادية ومعاقبة الشعب المصرى بأكمله». أما الموقف الأكثر حسماً فكان من الجانب الروسى الذى أعلن تأييده لعزل الإخوان منذ اللحظة الأولى، وتوالت اللقاءات بين المسئولين الروس والمصريين، وأكد سفير روسيا بالقاهرة سيرجيو كيربتشينكو أن «دعم موسكو لثورة 30 يونيو يأتى فى إطار رغبة المصريين فى التحول الديمقراطى». اليوم، وبعد مرور 3 سنوات على تلك المواقف، يسجل التاريخ لحظة جديدة يعجز فيها البعض عن تفسير ما يجرى، فكلما كانت العلاقات المصرية مع حلفائها تسير على نحو جيد، يقع حادث يثير أزمة ويهدد بالتأثير سلباً على تلك العلاقات، فبدأت الأزمة مع استهداف الطائرة الروسية فى سيناء، فى حادث يُعد من بين الأكثر عنفاً فى تاريخ الإرهاب فى مصر، ولم تتوقف الأزمات عند هذا الحد، فبدأت تأخذ منحى آخر مع مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، الذى لا تزال التحقيقات مستمرة للوصول إلى الحقيقة بشأنه، لتهدد هذه الأزمة مستقبل العلاقات المصرية الإيطالية التى طالما عُرفت بكونها علاقات وثيقة وتاريخية. وبعدها بعدة أشهر، تكتمل الصورة لتصبح مصر أمام أزمة جديدة مع فرنسا، باختفاء الطائرة المصرية التى خرجت من مطار «شارل ديجول» الفرنسى فى طريقها إلى القاهرة، وسط تكهنات باستهدافها بعمل إرهابى، ما يثير من جديد أزمة تهدد العلاقات بين البلدين. قد يرى البعض أن الأفضل هو اعتماد نظرية أن هناك مؤامرة تحاك ضد مصر لتوريطها فى علاقاتها مع حلفائها، بينما يرى آخرون أن نظرية المؤامرة ما هى إلا «شماعة» لتعليق الأزمات عليها، بينما بات من الأكيد أن أمراً خاطئاً يجرى ويستلزم التعامل بحذر معه، أملاً فى الحفاظ على العلاقات المتميزة مع الدول الثلاث.