الحزن يخيم على عمال «سوميد» بعد انتحار زميلهم لـ«سوء الأوضاع» بالشركة
خيم الحزن على أهالى قرية هوارة التى تقع على أطراف الإسكندرية عقب انتحار شاب من الأعراب قرر التخلص من حياته بعد مروره بأزمة نفسية حادة بسبب الأوضاع السيئة التى يعانى منها داخل شركة «سوميد لأنابيب البترول» التى يعمل بها، بعد شعوره بالظلم هو وعدد آخر من العاملين الذين دخلوا فى اعتصام مفتوح منذ 16 يوماً، ليقرر التخلص من حياته قبل أن تستجيب الشركة لمطالبه وزملائه، ويلعب القدر لعبته فى اليوم الذى قرر فيه يحيى التخلص من حياته رزقه الله بولد.
كلمات قليلة قالها بصوت حزين يقطعه البكاء والد يحيى الشاب المنتحر «أقول إيه، ابنى الكبير أول فرحتى، وكان عكازى فى الدنيا راح منى خلاص، انتحر وسابنى ما فضلش منه غير بنت صغيرة عندها سنتين، وطفل اتولد يوم وفاته، ربنا يصبّرنى على فراقه، ويقدرنى أربى اليتامى اللى سابهم فى رقبتى» بهذه الكلمات الحزينة تحدث محمود مرضى والد يحيى، العامل بشركة سوميد الذى انتحر منذ يومين عقب مشاركته فى إضراب العاملين بالشركة الذى استمر 16 يوماً.
وقال جمال الهوارى صديق المتوفى «يحيى كان عمره 22 سنة، ولديه زوجة وطفلة صغيرة تبلغ من العمر عامين وطفل ولد يوم دفنته قبل حتى أن يراه، وكان وحيد والده، ومن شدة تعلق والده به رفض أن يتركه بلا تعليم مثل غيره من أبناء العرب المزارعين، وانما أصر على أن يدخل المدرسة، ويكمل تعليمه حتى حصل على الثانوية العامة، وبالرغم من أنه كان يعمل مزارعاً مع والده إلا أنه انضم إلى شركة سوميد للبترول كعامل نظافة.[Image_2]
وأضاف «فى الفترة الأخيرة لاحظنا سوء حالته النفسية حيث كان دائم الجلوس بمفرده يقرأ فى المصحف أو يصلى بالمسجد رافضاً الحديث معنا أو الضحك على شىء ساخر حدث بيننا، ولا يتحدث عن شىء وكلما سألناه يرد قائلا «لا شىء الحمد لله على كل شىء»، وأوضاع الأعراب فى الشركة تسببت فى زيادة حالته النفسية سوءًا حيث قرر مشاركتهم فى الإضراب احتجاجاً على التفريق فى المعاملة بينهم وبين العاملين من الإسكندرية، وباقى المحافظات من خلال ضعف الرواتب والأجور، وعدم التثبيت أو وضوح المستقبل على الرغم من أننا نحن أصحاب هذه الأرض، ووقفنا نحمى المصنع وقت الثورة، منذ يومين صحينا الصبح على صوت صراخ يأتى من بيت والد يحيى فخرجنا جميعاً لنعرف إيه اللى حصل، افتكرنا والده أو والدته حصل لهم حاجة، وعندما دخلنا البيت عرفنا أن زوجته بعد ما صحيت، وراحت تحضر له الإفطار رجعت لقيته رابط الكوفية بتاعته على رقبته، ومتعلق فى خطاف كان عنده فى الأوضة وهو قاطع النفس تماماً.