العالم بـ«وشين»: الهجوم على «شرم» والتعازى لـ«ديجول»
عادل الشهاوى
العالم يكيل بمكيالين، هكذا تبدو الصورة، فرغم حوادث الطائرات المتكرّرة حول العالم، فإن مواقف الدول تتغير فى حادثة عن أخرى، حادثتان تشرحان الصورة، فى أكتوبر 2015 سقطت طائرة روسية فى شبه جزيرة سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولى. وراح ضحيتها 217 شخصاً وأفراد طاقمها، لتتوالى الاتهامات الدولية الموجهة إلى مصر بالقصور الأمنى فى تأمين مطاراتها، تحديداً مطار شرم الشيخ الذى خرجت منه الطائرة، وصدرت أحكام مسبقة قبل انتهاء التحقيقات، وعلق الكثير من الدول رحلاتها من وإلى مصر.
«عادل»: هاجمونا بسبب طائرة روسيا
الحادث تكرر بصورة مشابهة للوهلة الأولى، لكن المطار هذه المرة هو شارل ديجول فى فرنسا، والطائرة مصرية وليست روسية، ليتغير موقف العالم الذى اكتفى بتقديم التعازى ومشاطرة ذوى الضحايا الأحزان. تناقض واضح لمسه المواطنون بأنفسهم، شعور بازدواجية شديدة فى مواقف الدول وصل إلى المواطن البسيط. عادل الشهاوى الشاب العشرينى، الذى تخرج فى كلية العلوم، عبّر عن استيائه من هذه الازدواجية: «العالم كله حط علينا لما الطيارة الروسية وقعت عندنا، لكن لما الطيارة المصرية خرجت من فرنسا ووقعت، محدش جاب سيرة فرنسا غير فى التعازى»، الأمر نفسه انتقده سامح عواد، رجل خمسينى تابع الحادثين على شاشات التلفاز، يقول: «يعنى ماسمعناش أمريكا بتتكلم وتنتقد، ولا روسيا ولا بريطانيا، كله عمل نفسه مش هنا، لكن ساعة ما الطيارة الروسية وقعت عندنا حسيت إننا دخلنا حالة حرب من كتر التصريحات اللى بتلومنا». مواقف الدول تحكمها المصلحة وموازين القوة، ولو على حساب الجانب الأخلاقى والموضوعى، «فالمصلحة هى الحكم» حسب د. محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، مؤكداً أن الموقف الدولى يتغير وفقاً لمؤشر القوة والضعف، وهو يجامل دولاً على حساب دول: «لذلك فى حادثة طائرة شرم الشيخ كان الإعلان سريعاً عن أن العمل إرهابى، وتم اتخاذ إجراءات متعسّفة ضد مصر، لكن فى حالة فرنسا لم يجرؤ أحد أن يقول إن وراءه عاملاً إرهابياً إلا بعد التحقيقات.