رئيس شركة «غازتك»: «الطوابير» داخل محطات الوقود تهدر كرامة المصريين
دفعت أزمة نقص المواد البترولية المتكررة الحكومة للتخطيط لتعزيز العمل بالغاز الطبيعى، بدلاً من المواد البترولية السائلة، فى وسائل النقل والمصانع، وتسهيل إجراءات تحويل السيارات الخاصة (الملاكى) للعمل بالغاز بدلاً من البنزين. وكشف المهندس فؤاد رشاد، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الدولية لتكنولوجيا الغاز (غازتك)، إحدى الشركات الكبرى العاملة فى مجال الغاز الطبيعى، فى حوار لـ«الوطن»، عن التنسيق المتبادل بين شركته ووزارة البترول لإنشاء مئات محطات التموين بالغاز الطبيعى فى المحافظات.
* ما الإجراءات التى ستُتبع لتعميم الغاز الطبيعى كبديل للوقود السائل؟
- الشركة تنوى الإعلان عن تفاصيل دراسة تعدها حاليا، للتوسع فى استخدام الغاز الطبيعى كوقود بديل للسيارات والمركبات؛ حيث سننشئ 500 محطة جديدة لتموين السيارات بالغاز الطبيعى، وتحويل 500 ألف سيارة للعمل بالغاز، من خلال 100 مركز جديد.
* هل تتوقع إقبالاً على استخدام الغاز فى وسائل النقل؟
- الغاز الطبيعى يعد الأفضل جودة وسعرا، مقارنة بالمنتجات البترولية الأخرى، فلا يضر بالبيئة، ومتاح دائما؛ حيث نمتلك كميات كبيرة منه، واستهلاكنا لم يتجاوز 3% من إجمالى الإنتاج، والاحتياطى المؤكد فى الحقول يصل إلى 77 تريليون متر مكعب غاز، والعائق الوحيد أمام تنفيذ الدراسة هو العشوائيات.
* هل أثّر توقف بعض مصانع البتروكيماويات على إنتاج الغاز؟
- بعض المصانع العاملة فى الغاز الطبيعى مثل «موبكو» فى دمياط توقفت، ولا نعلم السبب، خاصة أنها حصلت على حكم قضائى بتشغيلها مرة أخرى، وهناك تخوف من زيادة التظاهرات الفئوية بقطاع البترول، التى تؤثر بالسلب على المشروعات النفطية، وقد تُسبب هروب المستثمرين، والمظاهرات تكبد الشركات خسائر بأكثر من مليون دولار يوميا.
* هل هناك مشروعات جديدة للشركة العام الحالى؟
- نسقنا مع الشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) لتوصيل الغاز الطبيعى لمحافظة كفر الشيخ.
* هل يعنى هذا أن وزارة البترول تتجه لنشر الغاز الطبيعى فى المحافظات؟
- بالفعل، فشغل الوزارة الأول والأخير هو توصيل الغاز الطبيعى لجميع المحافظات، لحل أزمات تهريب المنتجات البترولية، مع اضطرار الدولة لرفع الدعم عن المنتجات البترولية، مما يدفعها للتوسع فى مد خطوط الغاز الطبيعى، خاصة أنه له مزايا اقتصادية، وسعره 45 قرشا للتر.
* وما خطط الشركة للتوسع فى خطوط الغاز الطبيعى بالمحافظات؟
- الشركة أعدت دراسة لكل محافظة، وكشفت الدراسة عن أن هناك محافظات تنتظر بفارغ الصبر تحويل سيارات مواطنيها للعمل بالغاز، مثل بورسعيد والإسماعيلية والشرقية والدقهلية، وهو ما يشجع الشركة على زيادة محطاتها بتلك المحافظات، لخدمة الإقبال المتزايد على تحويل السيارات.
* برأيك.. متى ستنتهى أزمة نقص المواد البترولية؟
- منظومة الدعم فى مصر سبب الأزمة، ويجب تغييرها، كما يجب رفع أسعار المنتجات البترولية لتقترب من الأسعار العالمية، والتوسع فى استخدام الغاز الطبيعى ليصبح بديلا للمنتجات البترولية السائلة، التى لا تسد احتياجات السوق المحلية، فما يحدث فى المحطات يهدر كرامة المصريين.
* هل يمكن أن نشهد فى المستقبل نقصاً فى الغاز الطبيعى؟
- لا؛ لأن الغاز الطبيعى يصعب تهريبه كما يحدث فى المنتجات البترولية السائلة التى تباع فى السوق السوداء بأسعار فلكية.
* هل هناك عقبات أمام المشروعات التى تنوى الشركة تنفيذها؟
- هناك عقبات كثيرة تقف أمام قطاع البترول لتنفيذ بعض مشروعاته، خاصة محطات تموين الغاز الطبيعى، أولها ندرة الأراضى المطلوبة لإنشاء المحطات، ورفض وزارة الإسكان إعطاءنا تراخيص لإنشاء المحطات على أراضى الدولة بأسعار مخفضة.
* لماذا لا تشترى الشركة هذه الأراضى؟
- لأن صاحب الأرض يضاعف سعرها بمجرد علمه بتحويلها لمحطة وقود، كما أن تكلفة إنشاء المحطة تصل إلى 10 ملايين جنيه، ويصعب الحصول على تراخيص التخطيط العمرانى.
* ما حقيقة أزمة النقل العام مع شركات الغاز؟
- الأزمة تتمثل فى رفض أصحاب بعض المركبات النيلية تحويلها للعمل بالغاز الطيبعى، ويجب أن يصدر الرئيس القادم قرارا بتحويل مركبات هيئة النقل العام للعمل بالغاز الطبيعى، لتخفيف العبء عن المنتجات البترولية السائلة.