تحرش x معرض تشكيلى: «ماتسكتوش» يا بنات
إحدى لوحات معرض «ماتيجى»
تأثر الفنان سيد عرفات بواقعة تحرّش لفظى تعرّضت لها خطيبته أثناء مكالمة هاتفية بينهما، كان هو وقتها فى عمله بالفيوم، وكانت خطيبته فى القاهرة.. هذه الواقعة كانت وراء التفكير فى تنظيم معرض الفن المعاصر بعنوان «ماتيجى» المقام حالياً بمركز درب 1718 الثقافى بالفسطاط، الذى يستمر إلى يوم 31 مايو الحالى.
رسّام تعرضت خطيبته لواقعة تحرش فقرر مناقشة القضية فى «الفن المعاصر»
«فى البداية اشتغلت على تيمة المعرض، كنت أحاول الدفاع عن الضحية، لكن من خلال المدة التى قضيتها فى البحث عن أصول الموضوع وجدت أن التحرّش يكاد يصبح ثقافة اجتماعية توجّه فيه أصابع الاتهام إلى الفتاة، رغم أننى وجدت أن الأمر لا يتعلق كما يقال بملابس الفتاة، فحتى التى ترتدى النقاب يتم التحرش بها، ولا بالكبت الجنسى، حيث وجدت متزوجين يتحرشون بالفتيات، كما أنه لا يقف عند مستوى اجتماعى بعينه، بل يكاد يكون موجوداً فى كل المستويات الاجتماعية مع اختلاف وسائل التعبير»، حسب كلام «عرفات».
عامان قضاهما «عرفات» فى التجهيز لمعرضه، جمع خلالهما بيانات من أرض الواقع، وعلى ألسنة فتيات ممن تعرّضن لأنواع مختلفة من التحرش الجنسى، باستخدام كلمات مثل «عسل، سكر، قمر»، مروراً بكلمات مثل «مزة، ومصلحة» إلى الكلمات الفجة التى تستخدم الشتيمة أو حتى الأعضاء الجنسية للفتاة. يضم المعرض عدداً من الفنون، منها لوحات الحفر على الخشب، وعددها 14 لوحة طباعة على حفر الخشب، تظهر فيها الفتاة بساقين مكشوفتين فى كل اللوحات وكاميرا ووسيلة مواصلات، سواء كانت سيارة أو موتوسيكلاً أو رجلاً بلا ملامح يصوب سلاحه النارى من ركن باللوحة، كما يظهر فى عدد من اللوحات بالخلفية السوداء، تعبيراً عن الليل، وأخرى بخلفيات من الألوان الصريحة، كما تتناثر بكل اللوحات كلمات مبعثرة من الألفاظ المستخدمة فى التحرّش، التى لا تكون جملة مفيدة: «تعبر عن حالة الفوضى التى يعيشها المجتمع حالياً». ويوجد بالمعرض أيضاً فن «الفيديو آرت»، وهو يشبه فيلماً تسجيلياً مختصراً مدته 3 دقائق يروى حكايات 10 بنات تعرضن لأشكال مختلفة من التحرّش وتتحدث فيه الفتيات عن مشاعرهن تجاه المتحرش، وأثر الوقائع عليهن: «سجلت مع الضحايا لوقت طويل، وقمت بعمل مونتاج للفيلم، حتى لا يكون طويلاً على المتلقى».