"عبد الله" أصغر متظاهري "الشيخ ريحان" يرفض حكم "الإخوان"
صغر سنه وقدرته البسيطة على التحدث لم تمنعاه من أن يعبر عن حبه لبلده بطريقته الخاصة، رسم على خده الأيمن علم مصر ، والأيسر قلب أبيض أشبه بقلبه الملائكي، لم يذهب مع الأطفال للعب بين جنبات ميدان التحرير كمن في مثل سنه، ورفض "عبد الله" أن يكون طفلا عاديا يشاهد مظاهر احتفال ميدان التحرير بذكرى الثورة، واختار أن يذهب بصحبة والده، الذي قرر التضامن مع معركة الشباب في شارع الشيخ ريحان.[Image_2]
استقل "عبد الله" دراجة والده البخارية، وما أن وطأت عجلات الدراجة على موقع الاشتباكات، فإذا بالصورة تتبدل وكأن هنا الوجه الآخر للميدان في الذكرى الثانية لاندلاع ثورة 25 يناير. لم يكتم الطفل شعوره بالخوف من هول المشهد، وبدأ يهمهم بكلمات لم يستطع والده سماعها، فصمت الطفل الكلام وبدأ في رصد المشهد ومتابعة الأحداث، سيارات الإسعاف تجري مسرعة، قنابل الغاز تحيط بالمنطقة، استنشق الطفل رائحتها قبل والده، فبدأ رحلة "عطس" مستمر لفترة، حتى تعودت أنفه الصغير على الرائحة.
يحاول والده "إيهاب" أن يخرج من طفله كلماته "قول انت بتحب مصر أد إيه، واحنا جينا الميدان ليه"، يأبى الطفل الحديث منشغلا بدراجات بخارية تجري مهرولة بالمصابين بالاختناقات أو الإصابات إثر تراشق الطوب بين الأمن والمتظاهرين.
يتذكر والد "عبد الله" أيام الثورة منذ عامين، عندما اصطحب ولده بعد أن أتم عامه الأول بشهور بسيطة، ويقول "ابني وشه حلو على مصر، بعد عيد ميلاده الأول قامت الثورة ونزلت واخدته معايا عشان يبقى ثورى من يومه ، ووقت ما مبارك تنحى رسمت وشه كله بعلم مصر ، والنهاردة نزلنا لان حال البلد متغيرش ، و"مرسي" مش قادر يسيطر على البلد خصوصا إن حكمه مش فردي ده حكم جماعة الإخوان".
ولم ينكر "إيهاب" تضامنه مع الشباب المعترضين على النظام، ولكن، في نفس الوقت، يرفض أن تحدث الاشتباكات بهذا الشكل خوفا على أرواح الشباب.