السوابق أكدت فشله: الصندوق الأسود.. «شاهد ماشافش حاجة»
يعقوب
«مخزن أسرار الطائرات» و«مسجل معلومات الطائرة»، أسماء وتوصيفات عدة تطلق على «الصندوق الأسود» للطائرة، الذى صمم خصيصاً ليكون شاهد عيان على حوادث الطائرات المروعة، ومنها حادث تحطم طائرة مصر للطيران، وسقوطها فى البحر المتوسط، الذى تتواصل جهود القوات المسلحة للبحث عنه، والعثور عليه من أجل الكشف عن لغز سقوطها، ولكنه فى بعض المناسبات قد يزيد اللغز تعقيداً، ويصير «شاهد ما شافش حاجة».
«الصندوق الأسود لطائرة (A321) المنكوبة لم يسجل أى خلل فى أنظمتها، وتوقف عن التسجيل عندما بلغت الطائرة ارتفاع 9.4 ألف متر»، هكذا أعلنت لجنة التحقيق المصرية، ومن بعدها لجنة الطيران الروسية، وذلك فى حادث تحطم الطائرة «إيرباص A321» فى سيناء، وهو ما يؤكد أن الصندوق الأسود لم يرصد أى أمر غير طبيعى على متن الطائرة، ولم يسجل ما حدث لحظة السقوط لتوقفه عن التسجيل. الآمال المعقودة على الصندوق الأسود لدى المواطنين والمسئولين، وأنه سيكون صاحب الكلمة العليا فى حل لغز طائرة «مصر للطيران»، والتعليقات التى تغزو مواقع التواصل الاجتماعى عن أنباء العثور عليه، ووصفه بأن سيخرس كل الألسنة، قد تتحول إلى صدمة، خاصة إذا فسرت بيانات الصندوق الأسود على حسب هوى أصحاب المصالح والتوجهات المعادية فى مصر، وهو ما حدث من قبل عام 1999، عندما فسرت أمريكا سبب تحطم طائرة «مصر للطيران» من طراز «بوينج بى 767-300»، بأنه عمل انتحارى.
اللواء رضا يعقوب، الخبير الأمنى، يرى فى الصندوق الأسود أهم الأدلة، وأقربها إلى موقع الأحداث، لأنه يسجل النداءات الصادرة داخل الطائرة.. «العمل الإرهابى»، سبب آخر، يتحدث عنه «يعقوب»، قد يؤدى إلى عجز الصندوق الأسود عن مباشرة مهامه، قائلاً: «بعض الجماعات الإرهابية، تدرب عناصرها على عمليات تفجير الطائرات، وأن يوضع الطيار تحت التهديد والضغط، فلا يستطيع البوح أو التعبير عما يحدث داخل الطائرة، ويعجز الصندوق الأسود عن رصد ردود الفعل، أو أن يتم زرع قنبلة قبل إقلاع الطائرة، وهنا يعجز الصندوق الأسود أيضاً عن رصد سبب الحادث، أو إعطاء إشارات بما وقع على الطائرة»، مشيراً إلى أنه فى هذه الحالة يتم اللجوء إلى القرائن الأخرى من فحص حطام الطائرة المنكوبة، وتفسير الظروف المحيطة، سواء كانت أحوالاً جوية، أو عيباً فى الطائرة ينسب للشركة المصنعة، أو أخطاء فى أعمال الصيانة.