3 آلاف فدان مهددة بالبوار في الشرقية.. والفلاحون: "حتى مياه الصرف انقطعت"
ارشيفيه
على مدى 25 يوما لم تصل مياه الرى لقرية "الست هوا" التابعة لمركز الحسينية، ما يهدد 3 آلاف فدان تتغذى من ترعة "الإخيوه - السماعنة" بالبوار، حسب تأكيدات الأهالى.
"الأراضى هتبور والمسؤلين بيتفرجوا علينا" بتلك الكلمات بدأ محمد عبد السلام (54 عاما) أحد أهالى القرية حديثه لـ"الوطن"، متابعا "بنعانى من نقص مياه الرى منذ سنوات بسبب وجود الأراضى بنهايات الترع، ما اضطرنا للاعتماد على مياه الصرف الصحى من بحر البقر، وكنا بنقول تساعد مع مياه الرى".
ويوضح الرجل الخمسينى أنه "من حوالى 20 يوم انقطعت مياه الرى تماما، والترعة جفت، آخر مرة تم توصيل مياه الرى كانت 3 ساعات فقط، ثم انقطعت وهذه المدة لا تكفى لرى 3 قراريط فقط".
وتابع "ما زاد من الأزمة هو سرقة ماتور محول الكهرباء المستخدم لتشغيل محطة رفع الصرف الصحي منذ 3 أشهر، والتى تبعد عن القرية كيلو متر، واتحرمنا كمان من مياه الصرف الصحى، فى ظل غياب المسؤولين، خلال الأيام الماضية تقدمنا بعدة شكاوى لإدارة الرى بمركز فاقوس ومركز أبو كبير ومديرية الرى بالشرقية بمدينة الزقازيق، للمطالبة بتوصيل مياه الرى لهم أو شراء ماتور بديل عن المسروق يساعدنا على جلب المياه من بحر البقر، إلا أننا لم نحصل سوى على وعود بحل مشكلتنا دون جدوى".
ويستأنف الرجل حديث بوجه عابس "أنا خسران ألف جنيه، وصاحب الأرض خسران حوالى 3 آلاف جنيه حتى الان، ما أملكه فعليا 3 قراريط فقط، ونظرا لعدم كفاية إيراداتهم لتلبية احتياجات أسرتي أضطر لزراعة أرض الغير مقابل نسبه، لدي 3 أبناء، الأكبر يؤدى الخدمة العسكرية، والثانى يجهز أوراق للالتحاق بالجيش، والثالث طفل، إضافه إلى 3 فتيات، أنا اللى بعول أسرتى ومعرفش مهنة تانية غير الزراعة، لو الأرض بارت هأكلهم منين؟".
والتقط يوسف على ـ أحد المزارعين ـ طرف الحديث "أنا معنديش غير فدان واحد ومش لاقى شويه مياه أروى بيهم الأرض، كنا بدأنا نزرع الأرز وعملنا مشاتل تمهيدا لزراعة الأرض " موضحا أنه يتم بدر التقاوى ومنسوب المياه بسيط جدا من حوالى 2 ل 5 سم فقط فوق سطح التربة وذلك لمدة 5 أيام ثم يصرف المشتل ثم الرى فى الصباح التالى أو بعد يومين"، وأردف "من المفترض أن تصرف المياه من المشتل ثم يتم إعادة ريها مرة أخرى، لكن بعد انقطاع المياه لم تتم إعادة الري، وتركت المشاتل ليموت الزرع، والأراضى عطشانة لا تجد نقطه مياه واحدة".
ويضيف محمد على السيد "الفلاح هو أساس الدولة، ومع ذلك إحنا عايشين فى مشاكل باستمرار، جميعنا يعانى من ارتفاع أسعار التقاوى والأسمدة خاصة بالسوق السوداء ونعانى من مشكلة تصريف وبيع المحاصيل ليزداد الأمر سوءا بنقص مياه الرى"، ومضى قائلا "بدل ما نخرج من البيت نشوف شغلنا ونبحث عن أرزاقنا أصبحنا نخرج لنجلس فى الأراضى وعلى شط الترعة ننتظر وصول المياه ومبتجيش"، مطالبا المسؤولين بالنظر لهم بعين الرحمة.
ومن جانبه، قال محمد العسداوى وكيل وزارة الري بالشرقية إنه بالفعل تلقى شكاوى من الأهالى بشأن قلة مياه الري بالمناطق السابقة، مضيفا أنه جار العمل على حل تلك المشكلات.