اللى يحبنا.. ما يولعش «شماريخ»: تجارة سرية كالمخدرات تباع علناً على صفحات الـ«فيس بوك».. وفى الموسكى تباع «من تحت لتحت»
صورة أرشيفية
حتى وقت قريب لم يكن معروفاً إلا فى أوساط العاملين بالسفن والمراكب، لكنه الآن على الأرصفة فى متناول أيدى الجميع، الشمروخ الذى كان يستخدم لإنقاذ السفن فى حالات الطوارئ بلهيبه الأحمر المميز، انتقل إلى مدرجات كرة القدم على يد الألتراس والمشجعين المتعصبين، ظهر كذلك فى المظاهرات بشكل واسع، ولا يكاد يخلو حفل أو زفاف من شمروخ يملأ المكان حُمرة. فى الموسكى، تباع الشماريخ سراً فى أكشاك خشبية لا يتعدى طولها 1٫5 متر وعرضها متراً، يعرض عليها الباعة مجموعة من الألعاب النارية كعلب الصواريخ الصفراء القديمة وأكياس البمب وأكياس البالون و«ثلج الأفراح»، هنا لا وجود للشماريخ، وقبل أن يتبادر إلى ذهنك أنك أخطأت المكان، ستجد الشماريخ ولكن تحت الترابيزة المعروض عليها الألعاب النارية حيث يباع «من تحت لتحت»، حسب تأكيد الشاب «محمد»، أحد الباعة: «لو عاوز شماريخ أجيبلك، شوف الكمية اللى انت عايزها والأنواع وأنا هنسق معاك ونتفق على السعر».
تجارة الشماريخ أصبحت مثل المخدرات ربحها جيد وتباع سراً بشكل بسيط خشية الشرطة: «الشرطة بتصادر كل الشماريخ والألعاب النارية الكبيرة عشان الناس اللى كانت بتستخدمها فى المظاهرات، وفى ناس كتير اتقبض عليها وعشان كده مابقناش نعرضها على الأكشاك بس اللى بيسأل بنتعامل معاه وبنجيب له الكمية اللى هو عايزها»، مضيفاً: «أنا شماريخى نضيفة وعندى كل الأنواع وهعمل لك خصم حلو لما تجيلى تشترى». وإذا كانت الشوارع قد ضاقت بالشماريخ بسبب الرقابة الأمنية فإن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت مرتعاً لهذه التجارة، حيث العديد من الصفحات تحمل اسم «شماريخ للبيع»، والتى أكد صاحبها ويدعى «أيمن»: «عندى كل الشماريخ، كروس وهاند وسلاسل ونابولى وكوميتات، وكله ليه حساب وحاجاتى كلها مستوردة من بره مش محلية الصنع ومفيهاش حاجة مضروبة».
يشير «أيمن» إلى تفاوت الأسعار بين الشماريخ فمنها «الهاند» الذى يصل سعره إلى 100 جنيه وله قبضة يمسك منها، وهو أكثر الشماريخ مبيعاً، وهناك السلاسل وهو شمروخ يمسك بسلسلة لكنه خطر ولذا لا يسمح للمبتدئين والهواة بشرائه، ويصل سعره إلى 150 جنيهاً وهناك «الكروس» وهو شمروخ تصل مدة اشتعاله إلى 3 دقائق يبلغ ثمنه 170 جنيهاً، وهناك «النابولى» الذى - بحسب البائع الإلكترونى - يصل إلى 220 جنيهاً وهو خطير جداً: «أنا نفسى بخاف منه لأنه خطر ومعنديش منه غير تلت حتت أو أربعة وماببعهوش إلا لحد أعرفه عشان خطير جداً»، وهناك أيضاً «الكوميتات» وهو عبارة عن دخان أصفر وبرتقالى يباع بسعر 150 جنيهاً لكنه لا يلقى رواجاً كبيراً: «عرّفنى عايز قد إيه وأنا هحضرلك الكمية أياً كانت وتيجى تقابلنى فى المعادى تستلمها، وعلى فكرة أنا ببيع لناس كتير عندها أفراح وللألتراس وكل كمية ليها سعر وكل ما تشترى كتير هعملك خصم حلو».
تأتى الشماريخ عبر طرق ملتوية، وفى الغالب تدخل إلى البلاد من ميناء بورسعيد، هكذا شرح أحد البائعين بالموسكى: «إحنا بنروح بورسعيد لناس معينة بتدخل البحر تقابل السفن اللى جاية المينا وتاخد منها الشماريخ عشان ماتتفتتش وبعد كده تدخلها البلد، وإحنا بنجيبها من الناس دى، ومكسبنا فيها حلو أوى الصراحة»، كلام يتفق مع ما ذكره «أيمن»، بائع الشماريخ على الفيس بوك: «بورسعيد هى منبع الشماريخ فى مصر، وفيه دول معينة بييجى منها الشماريخ، زى الصين وإيطاليا وإسبانيا»، وكانت إدارة تأمين محور قناة السويس بالتعاون مع موانئ بورسعيد ضبطت حاويتين مقبلتين من الصين فيهما مجموعة كبيرة من الشماريخ والألعاب النارية، تمهيداً لتهريبها إلى ميناء شرق التفريعة ببورسعيد فى مارس الماضى.