مدير «التعليم المفتوح» بـ«القاهرة»: النظام الجديد سيجمع بين المحاضرات والوسائط
سيد تاج الدين
قال الدكتور السيد تاج الدين، مدير مركز التعليم المفتوح بجامعة القاهرة، إن التعليم المفتوح فى حاجة إلى التطوير بما يتناسب مع التطور التكنولوجى الحالى، موضحاً أن المركز على استعداد تام لتطبيق كافة أشكال التطوير التى يقرها المجلس الأعلى للجامعات.. وإلى نص الحوار:
■ فى البداية.. اشرح لنا نظام التعليم المفتوح، ولماذا تم تأسيسه؟ - التعليم المفتوح هو أحد أنظمة أو أنماط التعليم، التى تهدف لإتاحة الفرصة للراغبين فى التعلم، ولم يكن لديهم الفرصة فى وقت سابق للتعلم بالجامعة، وكانت البداية عام 1990 بجامعتى «القاهرة، الإسكندرية»، حتى وصل عدد طلاب نظام التعليم المفتوح إلى نصف مليون طالب فى العديد من جامعات مصر، فنظام التعليم المفتوح له أهداف سامية فى إتاحة فرصة للكبار والمرأة المعيلة فى التعلم والحصول على شهادات جامعية، حتى يتم إعطاء الفرصة لكافة أفراد المجتمع التى لديها رغبة فى التعلم.
«تاج الدين»: لدينا جميع الإمكانيات المادية والبشرية لتطويره
■ما المشكلات التى تواجه نظام التعليم المفتوح؟ - فى السنوات الأخيرة، زادت الأعداد بصورة كبيرة عن أى فترة سابقة، فضلاً عن زيادة أعداد الجامعات والبرامج التى أدخلت على نظام التعليم المفتوح، كل ذلك ساعد على وجود جامعات غير مؤهلة لهذا النظام من التعليم.
■ كيف توجد جامعات غير مؤهلة لهذا النظام؟ - المواد والمحاضرات التى تعطى للطلاب فى التعليم المفتوح بصورة التعليم النظامى، تختلف عن التعليم عن بعد، فكل على حسب عمره ونضجه وطريقة إتاحة المادة له، فكان لا بد من وضع تقييم لهذا النظام، وبعض البرامج التى يتم تدريسها، وبالفعل منذ 4 سنوات مضت، عملنا على وضع برامج تناسب احتياجات سوق العمل، حتى وصلنا فى يناير الماضى إلى تشكيل لجنة فى نظام التعليم المفتوح، وطرحت العديد من التصورات، وكان أهمها أن يتم وضع معايير للالتحاق بنظام التعليم المفتوح، يتم تحديده على حسب كل برنامج، ومن لم يطبق هذه المعايير، فلا يمكن له الاستمرار.
■ لماذا لم يتم وضع هذه المعايير من قبل؟ - فى السنوات الأولى للتعليم المفتوح، لم تكن الأعداد بهذه الصورة، والتوقيت لم يكن هكذا، اختلفت كثيراً من حيث التطور التكنولوجى واحتياجات سوق العمل، فمن حق الدارس اليوم الحصول على المعلومة الحديثة التى تناسب مجريات العصر، فهناك أحاديث حول تحويل التعليم المفتوح إلى «إلكترونى»، هذا الكلام أصبح شيئاً طبيعياً فى ظل التطور التكنولوجى الحالى فى العالم، وجامعة القاهرة كان لها السبق فى ذلك، فأدخلت الجامعة نظام التعليم الإلكترونى، وأصبحت المحاضرات على سيديهات، والعديد من المواد على الإنترنت وهناك قناة خاصة بالتعليم المفتوح لجامعة القاهرة، وقناة أخرى على اليوتيوب.
زيادة أعداد المتقدمين ووجود جامعات غير مؤهلة لهذا النظام سبب مشكلاته الأخيرة
■ ماذا عن القرار الأخير للمجلس الأعلى للجامعات والجدل حول إلغاء التعليم المفتوح أم تطويره؟ - اللجنة التى تم تشكيلها لبحث تطوير نظام التعليم المفتوح، وضعت 3 مسارات، تكون على النحو التالى، الأول: «النظام الأكاديمى» والذى يمنح درجة الليسانس والبكالوريوس فى برامج مغايرة للتعليم النظامى الحالى، والثانى: هو البرامج المهنية والتى تمنح شهادات مهنية تتراوح مدتها من 9 أشهر إلى عامين، أما الثالث، فعبارة عن دورات تدريبية قصيرة الأجل قد تصل إلى 6 أشهر، بشرط أن توافر معايير واضحة وشفافة فى كل هذه البرامج والجامعة، ويتم الاتفاق عليه مع هذه المعايير.
■وما شكل النظام الجديد؟ - النظام الجديد سيكون «المدمج الإلكترونى» بحيث تكون نسبة 25% من المواد داخل محاضرات، و75% الأخرى عبر الوسائط المتعددة، وبالنسبة لجامعة القاهرة لديها الاستعداد التام لكافة هذه المسارات الثلاثة، وتعد هى الأكثر استعداداً له، لما لديها من إمكانيات مادية وبشرية وأدوات لتطبيقه.
■ متى سيتم العمل بالنظام الجديد؟ - أتوقع أن يتم ذلك فى مطلع 2017، لأن النظام الجديد سوف يتطلب بعض الوقت، فعملية التطوير الجديدة ستحافظ على ذاتية الجامعات، وأن كل جامعة سوف تقدم برنامجاً يفى بمتطلبات الدارسين ويجذب شريحة أخرى منهم، بما يحقق الاستفادة لخدمة سوق العمل، كما سيتم إتاحة الفرصة للجامعات فى التعاون مع بعضها بعضاً فى تبادل الخبرات والإمكانيات فيما بينها، وهذا التوقيت ليس متأخراً، بما يناسب الجودة التى يخرج على أساسها المنتج التعليمى الذى يتم تجهيزه للطلاب، وإنه لا توجد اختلافات جوهرية بين الآراء المختلفة، فالجميع يتفق على ضرورة عملية التطوير، مع التأكيد على أن الطلاب الحاليين كما هم على النظام الحالى.