بخيت في حوار لـ"الوطن": محمود السقا حاصل على دبلوم صنايع وتسبب في أزمة كبيرة
حمدي بخيت
قال اللواء أركان حرب حمدى بخيت، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن الرئيس الأسبق حسنى مبارك، أهمل فى قيم الأمن القومى المصرى بعدم القدرة وعدم الخبرة، لأنه كان المطلوب أن تظل مصر دون أن تغرق ودون أن تعوم، وأنه كان يفعل هذا بمنهجية لأنه كان يحقق أهداف القوى الكبرى، والقوى المعادية لمصر، وكان الغرض أن المواطن لا يشعر بالراحة، وأضاف، فى حوار لـ«الوطن»، أن أداء الرئيس «السيسى» متميز وهو رئيس يندر وجوده واعتمد على حل التعقيدات والموروث السيئ لـ30 عاماً من الجذور ولم يرقعها مثلما فعل الإخوان، وأوجد بدائل قوية وأقام مشروعات كبيرة، وحمى الدستور والقانون،
وأوضح «بخيت»، أن أخطر ما يواجه مصر هو الاقتصاد، لأن الجنيه فقد قيمته بالحرب التى تدار ضده، كما لفت إلى أن اتفاقية تيران وصنافير لم تصل البرلمان بعد وأن الجزيرتين سعوديتان بلا جدال إلى نص الحوار:
■ كيف ترى مشهد الأمن القومى المصرى حالياً؟
- تعقيدات المشهد الحالى تتلخص فى مجموعة من العدائيات الخارجية والداخلية، وهى المتمثلة فى الإرهاب ووسائل حرب المعلومات، التى تستخدم من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، والعمليات النفسية التى تشن من خلال استخدام التجمعات الشعبية لبث الشائعات التى لا أساس لها من الصحة، واستغلال ثقافة الناس، بالإضافة إلى وجود نوع من الإعلام الهدام، الذى يلعب على الشعور الوطنى والترابط بين الشعب وإدارته والدولة، فإن اللعبة هى عملية تفكيك مفاصل الدولة، واللعب على الهوية المصرية التى إذا فقدت سيسقط المشروع المصرى، فكلما كان إحساسك الوطنى ضعيفاً كان العطاء ضعيفاً، وبالتالى يتم العمل على ضرب الوفاق الوطنى والإرادة الوطنية والوعى، وإذا نجحوا فى ذلك تضطرب أحوال الدولة.
■ وما العدائيات الخارجية؟
- هناك عدائيات كثيرة منها ما هو فى المجال الأمنى والعسكرى، ومنها ما هو فى الاقتصاد وضرب العملة المصرية والاحتياطى النقدى، فهناك منظومة من العدائيات التى تضرب مصر فى معظم المجالات، إضافة إلى مشاكل داخلية، منها أن خُمس الموازنة فقط هو ما يذهب للتنمية والخدمات، حيث إن 80% من الموازنة يذهب إلى الأجور والدّين والدعم، وما يتبقى 20%، وهو ما يجعل المواطن يشعر بالضيق، وهى أزمة كبيرة تضرب البُعد الاجتماعى، الذى يواجه مشاكل منها الحرب النفسية والبطالة وعدم وجود وفاق وطنى.
■ ماذا تقصد بالإعلام الهدام؟
- هناك إعلام بناء، يقف إلى جوار المشروع الوطنى ويدعمه ويقدم له التوصيات، والنصح والإرشاد، مثلما كان أداء الإعلام فى مشروع الدولة فترة الستينات، فإن مصر تحولت إلى دولة إقليمية قوية فى 12 سنة من 1956 حتى 1967، بسبب الدعم الإعلامى الكبير.
■ هل ترى هذا الإعلام الهدام من وجهة نظرك يقوم بهذا عن فكر أم جهل؟
- هناك من يقوم بهذا بسبب عدم الحرفية، فمن يعمل فى مجال الإعلام ليسوا جميعاً حرفيين، وقد رأينا فى الفترة الأخيرة محمود السقا حاصل على دبلوم صنايع، تسبب فى أزمة كبيرة، فما دخله بالإعلام، وعمل هذه الضجة الكبيرة عليه؟ فى حين أنه سب الدولة وسب الرئيس وحرض على القتل، فهناك وسائل إعلام مأجورة وغيرها غير حرفية، فالإعلامى الحرفى أصبح نادراً وقليلاً، والإعلامى الوطنى أصبح عملة صعبة
■ وكيف ترى أزمة النقابة إذاً مع وزارة الداخلية؟
- النقابة لم تُثبت أنها حرفية، فالنقابات وجدت من أجل حماية حقوق المهنة وأفرادها وتطويرها وإيجاد كوادر، والخطأ أن النقابة لم تلتفت لصحيح القانون فهى فاقدة للوعى القانونى.
■ هل يمكن القول إن هذه المشكلة تم صنعها لزيادة الأزمات التى تواجه مصر؟
- ليست مصنوعة وإنما تم استغلالها، فى إطار تعقيدات إدارة الأزمة، فالعطلة تتم من خلال أزمات متعددة منها نقابة الصحفيين مثلاً، وقضية الطالب الإيطالى، وأرى أن الأزمة كلها سببها هو المشروع المصرى، لأنه ظهر فجأة فى المنطقة وكسر استراتيجيات كثيرة وعطل مصالح كثيرة فى العالم، فهو مشروع مفاجئ جداً وقيمته تزيد، ولو كان هذا المشروع فاشلاً لهربت كل هذه التهديدات، فإذا نجح المشروع يتغير الإقليم بالكامل، وتوازنات القوى تتغير ومصالح القوى الكبرى تتعدل، وعلينا أن نعلم أن مصر دولة كبيرة وتلتزم بكل تعهداتها، وأكبر دليل على ذلك التزامها بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، والعالم كله يقيس عليه، وعندما ندرس فى أكاديميات عالمية يقولون إن التزام مصر باتفاقية السلام مع إسرائيل يدل على أفضل نوع من تطبيق الاتفاقيات على الأرض.