"صحة" التشيك تشن حربا "البارات": إنهم يبيعون البيرة أرخص من المياه
إذا ذهبت يومًا إلى جمهورية التشيك، وجلست في أحد المطاعم، ستجد أن البيرة، حرفيًا، ثمنها أرخص من ثمن المياه.
وتعتبر البيرة في التشيك هي "الخبز السائل"، ويستهلك المواطن التشيكي في العام الواحد، متوسط 37 جالونًا من البيرة، أي ما يساوي 137 لترًا، وهو معدل أعلى من معدل استهلاك الفرد في العالم، وأكثر من ضعف المستويات الأمريكية.
ويقول ميرك جولنر، 36 عامًا، مبرمج وأحد زبائن الحانات في ضواحي براج: "البيرة مثل لبن الأم للبالغين، مثل النبيذ للرجل الفرنسي والفودكا للروسي".
في هذا الصدد يحاول وزير الصحة التشيكي أن يغير من هذا الأمر، لضمان نظام غذائي صحي لمواطنيه، إلا أن هذا يعد أمرًا صعبًا في موطن "بيلسنر" العلامة التجارية المعروفة في هذه الصناعة.
كما أن مقترحات الوزير لمواجهة مثل هذه المشكلة، متواضعة نسبيًا، فهي تشتمل على رفع العقوبات على تقديم البيرة للقاصرين، واتخاذ تدابير صارمة للحد من التدخين في الأماكن المغلقة، إلا أن هذه الاقتراحات لم تتم الموافقة عليها حتى الآن من مجلس الوزراء، ناهيك عن البرلمان، لكنه يأمل في أن تفتح مبادرته مجال الحوار في المجتمع التشيكي لتصبح قضية رأي عام.
إلا أن جيري فينوبال، مدير أكاديمية العلوم التشيكية، وأحد مراكز أبحاث الرأي العام، يقول في هذا الشأن: "إن البيرة تنتشر على نطاق واسع ولها جذور عميقة، وترتبط بالمواطن جيدًا، حيث إنها جزء من الحياة اليومية"، ويضيف جيري "منذ العصور الوسطى والناس هنا يصنعون البيرة كمشروبهم الأساسي، لذلك فإن أي تغيير في اللوائح التي تؤثر على البيرة هو موضوع حساس جدًا".
ويرى الوزير أن رفع الضرائب غير المباشرة على البيرة، والمشروبات الكحولية بصفة عامة، من شأنه أن يساعد على إتمام مشروعه، إلا أنه ليس بوسعه أن يقترح شيئًا كهذا، كما أن لديه رؤية واقعية للإجراءات التي قد تدفع البرلمان لاعتماد مشروعه، لكن البرلمان الحالي لن يوافق، وهو يأمل أن يوافق البرلمان المقبل على ذلك.