عبود الزمر: غير راضٍ عن عدد من قرارات مؤسسة الرئاسة.. والأعمال الجهادية في سيناء سببها "مبارك"
دعا عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، القوى السياسية لالتزام السلمية والابتعاد عن العنف والتدمير، لكي لا تعود البلاد إلى الوراء، مضيفًا: "الانسياق وراء أفكار ثورة ثانية وإسقاط النظام لن تمر بسهولة، والطريقة الصحيحة للتغيير هي صناديق الانتخابات، ولكي لا تعود البلاد للوراء لابد من نبذ العنف".
وأكد "الزمر" في تصريحات نشرها موقع الجماعة الإسلامية، أنه غير راضٍ عن عدد من قرارات مؤسسة الرئاسة المصرية في الفترة الماضية، وأن هناك الكثير من القرارات لم تكن موفقة، وبحسب الزمر فإن "الحل الأمثل للخروج من مرحلة الوئام المجتمعي هو أن نقبل آراء بعضنا البعض، ونتحمل بعضنا ونصل إلى وفاق وطني يمكننا من عبور الأزمة الحالية بسلام".
وأضاف: "سعدت جدًا بانحياز القوات المسلحة إلى ثورة 25 يناير، وهي نقطة تحسب للجيش، وأرى في ذلك ردًا للجميل الذي قدمه الشعب للجيش في ثورة يوليو 1952، التي قام بها الجيش وسانده الشعب، وفي عام 2011 قام الشعب بالثورة وجاء الدور على الجيش ليسانده فيها، ومن وجهة نظري كنت أرى أنه كان يجب ألا تطول الفترة الانتقالية حتى لا تساور الشكوك الناس حول نية القوات المسلحة في الاستمرار في السلطة".
وتابع: "أرى أن مبررات المجلس العسكري لإطالة الفترة الانتقالية كانت غير منطقية، وكان يجب الانتهاء من تلك الفترة سريعًا وكان هناك قلق على الأوضاع، بالإضافة إلى وجود مطالبات من بعض القوى السياسية بإطالة الفترة الانتقالية؛ لكي تأخذ كل القوى وضعها وتستطيع المنافسة على الانتخابات، وكانت وجهة نظر المجلس العسكري هي الاستجابة لتلك الطلبات لتحقيق المساواة بين الجميع؛ ولكي لا يسيطر فصيل واحد على غالبية المقاعد في أي انتخابات".
وأضاف: "مخاوف الأقباط غير صحيحة إطلاقًا، ولا وجود لها على أرض الواقع، فلم يحدث أن اختبر التيار الإسلامي على مستوى الرئاسة لنقول إنه يضطهد المسيحيين، بل بالعكس تحاول الدولة أن ترضي المسيحيين بشكل كبير، وبلا شك لا يوجد توجه لدى الجماعات الإسلامية على أي مستوى لاضطهادهم، بل بالعكس تتحرك تلك الجماعات لرأب الصدع في المشكلات الطائفية حتى تلك التي لا علاقة لها بها، وشخصيًا تدخلت في المنيا وأسيوط والكثير من المناطق التي يوجد بها توتر طائفي، ودعونا المسلمين والمسيحيين ليكونوا يدًا واحدة،".
وتعليقًا على الضلوع السياسي بسيناء، قال: "الوضع في سيناء صعب بالفعل، وهناك عناصر جهادية بلا شك، ولكن أسباب ذلك تعود إلى نظام مبارك الذي همًش سيناء، وتعامل مع أهلها بشكل أمني متعسف واعتبرهم خونة، فلم يملكهم الأراضي ولم يسمح لهم بدخول الجيش أو الشرطة أو تولي مناصب قيادية في الدولة، فنشأت حساسية زاد منها التعامل الأمني الفظ والوحشي مع العقلية القبلية الموجودة في سيناء التي لم تقبل هذه الممارسات، ونحن طرحنا في حزب البناء والتنمية رؤية لتنمية سيناء مفادها أن الحل ليس أمنيًا، بل هو حل سياسي واجتماعي واقتصادي شامل".
وحول حادث اختطاف عدد من الرهائن في الجزائر مؤخرًا وعلاقته بقضية الشيخ "عمر عبد الرحمن" الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، قال: "من الناحية المنطقية، أحمل أمريكا المسؤولية الكاملة عن تلك العملية لأن الغضب من احتجاز الشيخ عمر هو الذي دفع بعض الناس لخطف رهائن وعرض مبادلته بهم، لأنه يعاني مأساة صحية شديدة في محبسه بأمريكا منذ سنوات، وكما أدين أي عمليات اختطاف لأبرياء بهدف المساومة، أدين بنفس الدرجة اختطاف الشيخ عمر عبد الرحمن، لأنه من وجهة نظري حاليًا مختطف، ولابد أن يعود معززًا مكرمًا، وأوصيت الخاطفين بحسن معاملة الرهائن، وطالبت واشنطن بسرعة الإفراج عن الشيخ عمر مراعاة لأمور كثيرة".