بالصور| "الشاذلي".. مقام القطب الناصح والمحارب "الضرير"
بالقرب من جبل "حميثرة" بمحافظة البحر الأحمر، الآلاف يطوفون، ويقرأون القرآن ويتلون الذكر، كل تلك الأنشطة المحببة للنفس تجري بنظام ثابت في محيط مقام أبوالحسن الشاذلي، الذي تنسب إليه الطريقة الشاذلية.
يحيط مسجد الشاذلي، الجبال من أربعة اتجاهات، لكن من الداخل، يبدو المسجد عامرًا بالمحبين، الذين لايملون من الطواف، حول المقام، المزخرف، المحاط بسور لحمايته من تزاحم وتدافع المحبين والمصلين.
بالتزامن مع موسم الحج، يحرص العشرات من محبي الشاذلي، وأتباع طريقته الصوفية، في الذهاب إلى مقامه، بمحافظة البحر الأحمر، أو ما يطلقون عليه الحج الأصغر، حيث ترفع المحافظة القريبة من المملكة العربية السعودية، الطوارئ، استعدادًا لاستقبال الالاف من محبي الشاذلي، وتنصب الموالد.
ولد أبو الحسن علي ابن عبد الله الشاذلي المغربي، الذي ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بحسب الموقع الرسمي للطريقة الشاذلية، قرب مدينة سبته، في تونس، وسكن في مدينة "شاذلة" التي نسب إليها فيما بعد، ثم رحل إلى بلاد المشرق فحج ودخل العراق ثم سكن الإسكندرية، توفي بصحراء "عيذاب" في طريقه إلى الحج سنة 656 للهجرة.
تفاصيل وفاة الشاذلي، بحسب الموقع الرسمي للطريقة الشاذلية، كانت عام 656 للهجرة، في عمر ناهز الـ63 عامًا، وهو في طريقه إلى الحج، ففي إحدى الليالي جمع أصحابه وأوصاهم، وقال لهم إذا مت فعليكم بأبي العباس المرسي فإنه الخليفة من بعدي وسيكون له مقام عظيم، وفي الليل بات متوجهاً إلى الله تلك الليلة ذاكراً متضرعاً، وعندما جاء آخر الليل سكت عن الذكر، فظن أتباعه أنه نام، ثم مالبثوا أن اكتشفوا أنه مات.
يعرف أتباع الطريقة الشاذلية، أن شيخهم، شارك في حرب الصليبيين، في معركة المنصورة التي أسر فيها لويس التاسع ملك فرنسا، وكان الشيخ يبلغ وقتها من العمر 60 عاما وأصيب بالعمى، وحارب وحض الجنود على الحرب والجهاد وهو ضرير.