الإهمال الطبى يدمر حياة الشاب «بحيرى».. ويضعه على حافة الموت
حالة «بحيرى» الصحية تدهورت بسبب الإهمال
حالة جديدة من حالات الإهمال الطبى فى مصر، حين بدا أحمد إمام بحيرى بملامح متعبة وجسد هزيل هدّه المرض وأزال نحو 70 كيلوجراماً من شحومه، واستلقى 35 عاماً على سرير المرض داخل غرفة صغيرة بالطابق الخامس بمستشفى مصر للطيران، بعد رحلة علاج طويلة بدأت قبل ثلاث سنوات وانتهت بتدهور الحالة إلى ما لم يكن يتوقعه الشاب الثلاثينى الذى وصل وزنه إلى 50 كيلوجراماً بعدما كان 117.
أجرى 4 عمليات خاطئة خلال 3 سنوات تسببت فى تدهور حالته.. ومعدته صعدت فوق الحجاب الحاجز 5 سم.. وطبيب نصحه بإزالتها
يروى «بحيرى» كيف تسبب الإهمال الطبى وأخطاء الأطباء فى تدمير حياته وحياة زوجته التى تزوجها قبل أقل من 4 سنوات: «عملت 4 عمليات وكل مرة الحالة بتسوء حتى بقيت عايش على المحاليل ومش عارف آكل أى حاجة». كان يعانى لسنوات طويلة من حالة قىء بعد أى أكل، وتطور الأمر إلى أن بدأ قىء الدم وخروج المياه من أنفه، ما دفعه للذهاب سريعاً إلى مستشفى النخيل المجاور لمنزله، لإجراء الفحوصات اللازمة والتدخل لوقف تدهور الحالة، لينصحه الطبيب بضرورة الجراحة، وبالفعل أجرى جراحته الأولى وهى لعلاج «فتق فى الحجاب الحاجز»، ليعود إلى منزله ويصاب بالتعب بعد مرور 6 أشهر، ليعود إلى نفس الطبيب الذى قال: «عندك المرارة فهنشيلها والعملية الأولى فكّت تانى فهندّخل نعملها تانى ونشيل المرارة»، ليسلم نفسه إلى الطبيب فى جراحته الثانية.
يتابع «بحيرى»، الذى يعمل فى إحدى شركات اتصالات المحمول: «الدكتور كان بياخد منى فلوس فى إيده عشان يعملى تدكيك معدة رغم إن الشركة بتاعتى كانت متعاقدة عليها أصلاً وده من شغله مش حاجة إضافية، ورغم كده تعبت تانى فمروحتش للدكتور ده ورُحت لواحد تانى قالى إن المعدة طلعت 5 سم فوق الحجاب الحاجز، والحل إننا نلغى المعدة أو نصغرها».
كانت الأمور تزداد سوءاً، وبعد فترة نقاشات ومفاوضات، تم الاتفاق على تحويل كامل لمسار المعدة لكن أثناء العملية قام الطبيب بعمل تحويل جزئى، وبعد انتهاء الجراحة الثالثة فى سبتمبر العام الماضى أصيب «بحيرى» بوعكة صحية شديدة وقىء مستمر لأى طعام يأكله، وكل مرة يستشير فيها الطبيب يجيبه بضرورة تقليل كمية الطعام حتى وصل إلى أنه لم يأكل سوى لقمة واحدة فى كل وجبة، واستمر القىء أيضاً، حتى قرر اللجوء إلى أحد الخبراء الأجانب لإجراء الجراحة ومعالجة ما أفسده الأطباء المصريون.
تمكن هو وزوجته من التواصل مع خبير ألمانى، لكنه لم يوافق على إجراء أى اتفاقات إلا من خلال شركة أوروبية، طالبته بوضع 150 ألف جنيه فى حسابها البنكى لإجراء العملية، وبالفعل أجرى الخبير الجراحة الرابعة فى منتصف أبريل الماضى داخل مستشفى مصر للطيران، إلا أنه بعد أيام قليلة أصيب بالإعياء، مشيراً إلى أنه كان يعانى من آلام مبرحة وكان يتصل بالطبيب المتابع لحالته بعد رحيل الخبير الألمانى، وكان يجيبه بأن ما يحدث له شىء عادى ومجرد غازات محبوسة، حتى تدهورت حالته، ووصل به الأمر إلى الصراخ: «تعبت جداً وكنت باشرب ميّه بس وفيه وجع فى أجنابى.. فرُحنا على مستشفى النخيل اللى جنبنا، واللى عملت فيها 3 عمليات قبل كده، فكان التشخيص من الطوارئ إن عندى تسمم دموى والتهاب بروتونى ووظائف الجسم كلها على وشك التوقف».
أشار «بحيرى» إلى أن أطباء مستشفى «النخيل» اتصلوا بمساعد الخبير الألمانى، الذى تولى متابعته بمستشفى مصر للطيران، لمناقشته فى التدخل الجراحى لإنقاذ حالته، واتفق الطرفان على ضرورة إرساله لمستشفى مصر للطيران ليتدخل الطبيب وإلا كان سيفارق الحياة خلال ساعتين، وتم نقله وأجرى عملية جراحية لإنقاذ حياته، وظل قابعاً فى غرفة عناية حتى الآن.