إعلانات رمضان: قليل من المحتوى.. كثير من الإسفاف
إعلان منتج لبن للأطفال
لم تعُد الإعلانات مثاراً للبهجة أو فواصل ممتعة بين المسلسلات التى تتجمع حولها العائلة، فبين الألفاظ الخارجة، والإيحاءات غير المقبولة، والمضمون الملىء بالإسفاف صار المشاهد محاصراً بكم ضخم من الإعلانات فى موسم رمضان. إحدى الشركات الخاصة بصناعة ملابس داخلية أطلقت حملة من الإعلانات تتضمن إيحاءات غير لائقة وتثير حفيظة المشاهدين، ففى الإعلان الأول الخاص بالمنتج يظهر «الموديل» وهو يقف وسط مجموعة من الفتيات ويصفه الإعلان بأنه يشعر بالراحة من الداخل حتى لو كان فى الخارج زحام: «من بره زنقة ومن جوه براح»، وفى إعلان آخر يبدو كأنه يدعو إلى التحرش، حيث يتم التعليق على مجموعة من الفتيات اللاتى يمارسن رياضة «اليوجا» بكلمة «أووه».
أحدها يشبّه فتاة بالفراخ البيضاء وآخر يخترع لفظ «دندو» للإشارة إلى ثدى المرأة وثالث يشجع على التحرش.. وأستاذ إعلام: حالة من الانفلات يعانى منها الإعلام كله
لا تتوقف الإعلانات عند هذا الحد، فلأول مرة يتم استغلال الأطفال فى الإعلانات بشكل مخز، فإحدى الشركات الخاصة بصناعة منتجات الألبان قدمت إعلاناً عن مدى حب الأطفال لمنتجات الشركة، وقال أحد الأطفال كلمة غير مناسبة تكررت كثيراً على مدار الإعلان وهى «دندو» فى إشارة إلى افتقاده ثدى أمه بعد الفطام، وهو ما أثار موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعى.
الألفاظ غير اللائقة ظهرت أيضاً فى إعلان خاص بإحدى شركات منتجات صناعة الدجاج المجمد، حيث شبّه الفتاة التى ظهرت فى الإعلان بـ«الفراخ البيضاء»، كما لجأ إلى استخدام ألفاظ مثل «يفقس» دون أى مراعاة للذوق العام. السخرية من النساء والعنصرية تجاههن ظهرت أيضاً فى إعلان خاص بإحدى شركات المشروبات الغازية، حيث سخر من بعض السلوكيات الموجودة فى المجتمع وهى التقاط الصور الـ«سيلفى»، حيث وصفها الإعلان بأنها من التصرفات الخاصة بالفتيات ولا تتناسب مع مفهوم الرجولة.
«حالة من الانفلات يعانى منها الإعلام المصرى»، تعليق دكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، على تلك الإعلانات، فلأول مرة يكون هناك هذا التجاوز فى الإعلانات المقدمة خلال شهر رمضان. وحلل «علم الدين» هذا التجاوز قائلاً: «لقد أصبح هناك أكثر من مستوى للتجاوز فى الإعلانات، أولاً على مستوى الألفاظ، فبعض الإعلانات هبطت بمستوى الحوار، وعمدت إلى تقديم لغة الشارع التى توصف بأنها غير لائقة، مع أن المعروف أن وظيفة الإعلان هو تقديم فكرة مبتكرة ترتقى بمستوى المشاهد مثل الإعلان الخاص بمنتج الدجاج».
تجاوز آخر فى الإعلانات، بحسب أستاذ الإعلام، وهو التجاوز على مستوى الفكرة مثل الإعلانات التى عملت على استغلال الأطفال والنساء سواء فى إعلانات شركة الملابس الداخلية وإعلان الشركة الخاصة بإنتاج منتجات الألبان: «لقد أظهروا الأطفال بشكل متوحش، وبشكل لا يتناسب مع طبيعتهم البريئة من أجل جذب المشاهد، كذلك هناك تجاوز على مستوى الإيحاءات، ويبدو فى استغلال المرأة والسخرية من طبيعتها بوضوح فى أكثر من إعلان».