"روشتة" للوقاية من الخلافات الزوجية
روشتة تلافي الخلافات الزوجية
السعادة دائما لا تأتي من فراغ، والتفاهم لا يولد من لا شيء، لكن الذي يساعد في بناء أسرة سعيدة قليل من الحكمة وبعض من التنازل، حتى تسير سفينة الحياة نحو الاستقرار الدائم، وتقدم الدكتورة فابيان كرايمر، أستاذ علم النفس المختصة بالعلاقات الأسرية، "روشتة" عملية لتفادي أي اختلاف بين الزوجين حتى لا تتحول المشكلة من مجرد نقاش عادي إلى قرار في الانفصال.
1ـ الاختلاف لا يفسد للود قضية: الاختلاف والتناقض بين المتزوجين "شائع جدا" حتى بين أكثرهم تفاهما، لذلك تقول الدكتورة النفسية المختصة في العلاقات الزوجية فابيان كرايمر إن من غير الطبيعي جدا أن يحاول الرجل أن يجعل من زوجته نسخة منه، والسبب أن لكل واحد منهما كيان مستقل بحكم التربية وبحكم تاريخ شخصية كل واحد منهما، والاختلاف هنا أيا كان نوعه لا يمكن بأن يحوِّل العشرة إلى عداء.
2ـ "لاءات" كل يوم: من الأزواج مثله مثل الزوجات كثير الاعتراض بسبب وبغير سبب، وعند النقاش لأي من الموضوعات تكون كلمة "لا" هي السبب في تفاقم المشكلة، وتتحول نبرات الصوت الهادئ إلى صراخ عالٍ مفاده أن كل واحد رغما عنه خرج عن شعوره ليوصل فكرته إلى الآخر ويتحوَّل هذا النقاش إلى وابل من الاتهامات، لذلك فإن إنهاء أي مشكلة تتلخص في الاستماع أولا والبحث عن المسببات، ثانيا: وأيا كانت الأسباب لا بد ألا يتحوَّل النقاش المتوتر بمرور الأيام إلى حالة من التعود وهنا يصعب التغيير.
3ـ كن مستمعا جيدا: عند المناقشة حول أي فكرة أو أي مشكلة حاول أن تكون مستمعا جيد لزوجتك ولا تقاطعها في كل مرة، مستعملا بعضا من الحركات بيديك قد تستفزها وتتحول المناقشة لغضب أولا ثم شجار ثانيا، لذلك القليل من الصبر يفتح أمامك سبلا للتقرب أكثر وإحساس الآخر بأنه مطمئن في سرد أفكاره وأنه وجد بداخلك مساحة من الاحتواء تجعلك تكسبه إلى أبعد الحدود، وأعتقد إنك ستكون سعيدا جدا حينما تتحول في لحظة ما إلى أكبر محلل نفساني في الوجود.
4ـ لست متهما حتى تدافع عن نفسك: عند أي مشكلة، مجرد لجوئك إلى الدفاع عن النفس أو تبرير ما قمت به من أفعال هو في واقع الأمر بالنسبة لزوجتك أنك مذنب، لذلك النقاش السليم كان يتطلب منها مثلا بعضا من التوضيحات أو بعضا من المعلومات أو الأمثلة يجعلها تسترسل معك في أفكارك وتتحوَّل من شخص في دائرة الاتهام إلى شخص تثق فيه إلى أبعد الحدود، كما أن الدخول في كثير من التفاصيل هي في الواقع أمور لا طائل منها، بل بالعكس تزيد من هوة الاختلاف بينكما ويتحوَّل الهدوء والسكينة إلى "نكد" يتطلب عليك وقتها اتخاذ تدابير بديلة لفض هذا الاختلاف.
5ـ أين يكمن الحل إذن؟.. هناك بعض من الأزواج يرى أن إنهاء المشكلة أن يقدم الطرف الآخر أي شكل من التنازلات في وقت ترى فيه المرأة أن كبرياءها لا يسمح وتحاول أن تقنعك بكل الطرق بأن الزوج هو المذنب وعليه أن يقدم اعتذاراته، الأمر الثاني من وجهة نظر الرجل إهانة لرجولته ما دام لم يكن مخطئا ولحل مثل هذه الإشكالية لا بد من أن يقوم كل طرف بقليل من الاعتذار وتنتهي المشكلة، ويُعتبر أن هذا سحابة عابرة لأن الحياة لا بد أن تسير في كل الظروف ولا يبقى كل واحد على الدوام يترصد للآخر ويبحث له عن أقل الأخطاء حتى يختلق مشكلة الذي يجدر الإشارة إليه هو أن كل الاختلافات من الممكن أن تجد حلا تحت مظلة الهدوء وبفلسفة "خذ وهات".