اقضِ على العاطفة بـ«المصلحة» والسياسة
د. سامية
يقول رئيس قسم العلوم الاجتماعية جامعة الفيوم، د. شحاتة صيام، إن «المصلحة» هى البوصلة التى توجه الإنسان كيف يُشبع احتياجاته وكيف يقود الموقف الذى يقع فيه، إذا كان يتعامل بالعاطفة أو بالعقل، والعاطفة جزء من العقل وفى مواضع أخرى ربما الجميع متفق بأنه يجب أن يتغلب العقل على العاطفة بالسياسة والعكس يجب أن تتغلب العاطفة على العقل، ففى بعض المواقف يحتاج الإنسان أن يفكر بالعاطفة وليس بالعقل، ومواقف أخرى يجب التفكير فيها بالعقل وليس بالعاطفة، وتوجد مواقف من نوع آخر يجب التفكير فيها بالعقل والعاطفة، فالموقف هو الذى يحدد ويحكم بما يفكر الإنسان.
د. سامية خضر: التفكير بالعقل أفضل وأدق
وتضيف أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس د. سامية خضر، أن التفكير بالعقل أفضل وأدق بكثير من التفكير بالعاطفة، لأن التفكير بالعقل لا يندم الكثيرون عند مراجعة أنفسهم فى المواقف والمشاكل التى تم استخدام العقل فيها لأن العقل يوجد فيه التوازن والحكمة فى القرارات الذى يتخذها بنسبة كبيرة، أما العاطفة فى بعض الأوقات تتخذ قرارات سليمة وليس فى كل الأوقات لأن العاطفة من الممكن أن تتنازل أو تمحو شيئاً لا يجب أن تتنازل عنه فقط لأنها تتحرك بالعاطفة وهذا شىء غير سليم، فيجب التفكير بالعقل أكثر من العاطفة للوصول إلى الأفضل فى حياة الإنسان.
ويستكمل أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة د. محمد سيد أحمد، قائلاً إن المجتمعات التى تعتمد على اتخاذ القرار بناء عن عاطفتها، وانطباعاتها، هى مجتمعات غير متقدمة، ويمكن الخروج من ذلك المأزق من خلال تنشئة الأطفال على استخدام العقل منذ اللحظة الأولى، وفرض نوع من القواعد الأساسية التى يتم العودة إليها، عند حدوث خطأ، حيث تسير القواعد على الجميع، سواء فى المؤسسات الصغيرة أو الكبيرة، وكذلك الأسرة. وأن يرفض الإنسان اللجوء للانطباعات، وإنما يعتمد على الدلائل والمؤشرات، حيث لا يتم تصديق الشخص من خلال استمالة المشاعر والكلام الذى يدلى به وخطاباته، ولكن من خلال ما قدمه من أفعال، وما قام بتنفيذه. ويضيف د. محمد قائلاً: هذا نموذج منتشر فى المجتمعات المتقدمة، والمجتمعات الأكثر عملية، حيث لا يقع على المواطن خجل فيه من مواجهة الأشخاص التى تثقل عليه مهامه، ولكنه يواجه ويباشر الشخص الذى أمامه بحقيقة الأمور، ولا يترك مجالاً للمحسوبية، أو للمجاملة. ويفرق بين حياته الشخصية والعملية، فعلاقات القرابة والصداقة لا تندرج فى عمله. ويمكن أن يخرج المدير ليمرح مع موظفيه، ولكن عند العودة للعمل، هناك قواعد تسير على الجميع دون تفرقة، وكذلك الأب والأم الذين يقومون بتربية أطفالهم، فى بعض الأحيان يجب أن يتخذوا قرارات عقلانية بعيداً عن العاطفة، وذلك فى سبيل حماية الطفل أو تقديم ما هو أفضل له والأفضل للمجتمع بأكمله، ويضيف د. محمد سيد، أن المجتمعات يتم تقسيمها وفقاً لنمط التفكير، إلى 3 أنواع، منهم من يميل إلى العاطفة والاعتماد على الانطباعات، وذلك يعتبر مجتمعاً رجعياً، والثانى الذى يعتمد على ديناميكية التفكير العملى فقط، وهذا أيضاً يعتبر مجتمعاً مضطرباً، حيث لا وجود فيه لقيمة الإنسان، أما النمط الثالث وهو النمط الأنسب والأصح، يعتمد على تداخل العقل بالعاطفة، قائلاً «وهنا يتم وضع كل شىء فى إطاره الأنسب، حيث يحافظ المجتمع على قيم المهنية فى العمل، ويضع إطاراً واحداً يحكم الجميع، ويخلق الرئيس طريقة تعامل موحدة مع مرؤوسيه، وكذلك رب الأسرة».