محلل إسرائيلي: مرسي أراد "حرس ثوري" بعد رفض الجيش والشرطة فض المظاهرات بالعنف
بدأ الكاتب الإسرائيلي شاؤول منسي، محلل شؤون الشرق الأوسط، مقاله على موقع "نيوز وان" الإخباري، عن التهديدات التي تحاصر جماعة الإخوان المسلمين حاليا في الحكم ومخاوف الانقلاب العسكري ضدهم، والعلاقات بين مصر وإيران على خلفية التطورات الأخيرة للأوضاع، بالإشارة إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني والبرقية التي حملها إلى الرئيس مرسي كانت دليلا على "معجزة" في حجم التقارب السريع بين البلدين، مضيفا أنه "في الوقت الذي حدثت فيه أول زيارة لمسؤول إيراني من مستوى رفيع إلى مصر، كانت صواريخ إيرانية الصنع تُطلق على السُنة في سوريا".
[Quote_1]
وربط منسي بين زيارة قائد كتائب "القدس" الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والإطاحة بوزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين، مشيرا إلى أن السبب الأوحد الذي دفع للإطاحة به هو معارضته للزيارة واستخدام القوة في تفريق المتظاهرين وفض الاحتجاجات المناهضة للإخوان، متابعا أن "الأمر نفسه بالنسبة لقيادات الجيش، فحتى رغم أن مرسي هو من قام بتعيينهم، إلا أنه يخشى انقلاب عسكري ضد نظامه، وهو ما دفعه لتأسيس قوة جديدة تكون بمثابة عامل موازنة للحفاظ على سلطته في حال الانقلاب العسكري، حيث أن قوات الأمن والجيش يعارضون استخدام القوة في فض المظاهرات، وهو ما يدفعه للخشية من مواجهة مصير مبارك في النهاية".
وأضاف المحلل الإسرائيلي: "وعلى الرغم من محاولة الإخوان محاكاة الحرس الثوري الإيراني، كوسيلة للحفاظ على الحكم من احتمالات الانقلاب العسكري، إلا أنه على عكس النظام الإيراني، ليس هناك أي افتراض بأن يكون الإخوان مؤيدين للتوحد مع النظام الشيعي الإيراني".
وأشار المحلل الإسرائيلي إيلي آفيدور، في مقابلة لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إلى أن "مصر تحترق، والرئيس لا يظهر إلا كل حين، وليس لديه أي طرق سهلة أو سريعة لحل الأزمة التي تشهدها البلاد، حتى رغم زيارة قائد الحرس الثوري الإيراني إلى مصر منذ فترة لتأسيس نظام جديد وحرس ثوري خاص، به على غرار حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في عام 2006، حيث أن تلك الخطوات تتطلب سنوات عديدة لتأسيس نظام يؤتمن ويوثق فيه".
وتابع أن "مرسي تحدث بشكل واضح عن الفجوة القائمة، حينما ألقى خطابه قبل أربعة أشهر أمام مؤتمر دول عدم الانحياز، حيث كان حديثه يرمز نوعا ما إلى تأسيس الخلافة السنية، وهو ألد أعداء الشيعة، كما أن خطابه أمام مجلس الشورى، الذي أكد فيه أنه يلتزم بأمن الخليج، يعتبر بما لا يدع مجالا للشك إشارة إنذار لإيران، حيث أنها تهدد أمن تلك الدول، ولهذا يجب أيضا تأكيد أن مرسي في حاجة ماسة إلى تلك الدول للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تحيط به، ولا يجب الافتراض على الإطلاق أن الإخوان سيتعاونون مع النظام الإيراني الذي يهدد سيطرة دول الخليج على المنطقة، مادام الإخوان ومرسي في حاجة إلى أموال تلك الدول".
وأنهى منسي مقاله، قائلا إنه "ربما يطمح الإخوان إلى تأسيس قوة موازنة تحبط محاولات الانقلاب العسكري ضدهم، وتلك الخطوة تتناسب تماما مع تعامله القمعي مع المظاهرات التي تخرج ضدهم منذ صعودهم للحكم"، لافتا إلى أن "الإخوان اعتادوا القتل، ولكن رغم كل آمالهم لتعلم وسائل الحرس ، فإن عناصر الفصل بينهما هي الوحيدة التي ستحدد مستقبل العلاقات بين القاهرة وطهران".