«بركان الغضب» ضد«الإخوان» يقطع السكة الحديد بـ«المنيا»
«وحياة دمك يا شهيد ثورة تانى من جديد» هتاف ظل يردده مئات من الشباب الثائر بالمنيا، الذين احتشدوا على خطوط قطارات السكك الحديدية وقطعوا طريق القطارات أمام مزلقان الإخصاص، مطالبين بإسقاط حكم الإخوان والقصاص من قتلة شهداء بورسعيد، والسويس، وللتنديد بإعلان حالة الطوارئ، وتعرض النشطاء والمعارضين لسياسات الرئيس للخطف والتعذيب والسحل داخل مقرات الجماعة.
مدينة المنيا عاشت ليلة ساخنة، وتصاعدت براكين الغضب ضد الإخوان، حيث تدفق عشرات الشباب المنتمين لحركات 25 يناير؛ التحالف الشعبى، الجبهة، الثورة مستمرة، 6 أبريل، حزب الدستور، بميدان بالاس بوسط المدينة، مرددين هتافات: «يسقط يسقط حكم المرشد»، «اضرب نار اضرب حى والله يا مرسى دورك جى»، «ارحل يا مرسى»، «جيكا مات مينا مات يلا يا شعب كفاية سكات»، «يا مبارك نام واتهنى إنت وراك أولاد البنا».
انطلق المتظاهرون فى مسيرة حاشدة جابت شوارع الجمهورية؛ ابن خصيب، طه حسين، الحسينى، عدلى يكن، عدنان المالكى، وصولاً إلى حى الإخصاص شمال المدينة، وتجمهروا هناك أمام مزلقان السكك الحديدية، وأشعلوا إطارات السيارات على القضبان، وعلى الفور انتقل إليهم قيادات الأمن العام ورجال المباحث، وحاولوا تهدئتهم وإقناعهم بفتح الطريق بعد تعطل حركة القطارات والسيارات وتوقفها فى الاتجاهين، وبعد فترة انصرفوا فى هدوء.
على جانب آخر، كثفت أجهزة الأمن من وجودها حول قسم شرطة البندر ومقر جماعة الإخوان المسلمين، بشارع راغب، وحزب الحرية والعدالة بشارع عدلى يكن، تحسباً لوقوع اشتباكات بين المحتجين، وأنصار الجماعة الذين توافدوا بأعداد كبيرة أمام المقر لحمايته، وتم الاستعانة بجنود وسيارات الأمن المركزى تحسباً لوقوع أية تداعيات، بينما أغلقت أغلب المحال التجارية والبقالة والمقاهى والمطاعم بمحيط منطقة المحطة، التى شهدت حالة من التوتر بعد تزايد أعداد المتظاهرين عقب صلاة العشاء.
وعبر المحتجون عن غضبهم من إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجول بمحافظات القناة، ونددوا بصمت الحكومة وعجزها عن مواجهة أعمال العنف، محملينها المسئولية الكاملة عن سقوط عشرات الشهداء وإراقة دمائهم، وأكدوا أنهم سيظلون وقوداً للثورة ولن يسمحوا لأحد بخطفها منهم للانفراد بحكم مصر.
وطالب الغاضبون بسرعة إقالة حكومة الدكتور هشام قنديل التى فشلت فى إدارة البلاد ووضعت الاقتصاد على حافة الهاوية وتسببت فى وقوع الكوارث والأزمات.
كما شددوا على ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ وطنى تمثل جميع الأطياف السياسية، وحل جماعة الإخوان المسلمين، وإخضاعها لقانون الجمعيات الأهلية، ووضع آليات للحوار الوطنى، يضمن تمثيل كافة القوى السياسية والشبابية وليس الأحزاب فقط، وتعديل البنود الخلافية بالدستور، ووضع مسودة إضافية بعد التعديل لإقرارها فى البرلمان المقبل، وإصدار قانون يضمن عدم تزوير الانتخابات البرلمانية.
جدير بالذكر أن الاشتباكات بين جنود الأمن المركزى والثوار التى حدثت أثناء الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير، أسفرت عن إصابة 12 مجنداً.