مؤسس «المخابرات القطرية»: الحكم عبرة لكل خائن وعدم إعدام «مرسى» لعدم خبرته فى إدارة الدولة
محمود منصور
اعتبر اللواء أركان حرب محمود منصور، أحد مؤسسى جهاز المخابرات العامة القطرية، رئيس الجمعية العربية للدراسات السياسية والاستراتيجية، حكم المحكمة فى قضية التخابر مع قطر بالعبرة لمن تسول له نفسه خيانة وطنه مقابل حفنة من المال، لافتاً فى حوار لـ«الوطن» إلى أن عدم إصدار حكم بالإعدام على الرئيس المعزول محمد مرسى جاء لمراعاة عدم وجود خبرة له فى إدارة الدولة، رغم أنه المسئول الأول عن المعلومات التى تم تسريبها ، وإلى نص الحوار:
«منصور» لـ«الوطن»: «بن جاسم» نقل الوثائق السرية المسربة لـ«الأمريكان والبريطانيين»
■ بداية.. كيف رأيت الحكم على الرئيس المعزول وأمين الصيرفى بالسجن 40 عاماً.. وإعدام باقى معاونيه فى القضية؟
- لا شك أن الحكم راعى عدم خبرة الرئيس المعزول محمد مرسى فى ممارسة مسئولية إدارة دولة كبرى بحجم مصر، وأن الحكم جاء باعتباره المسئول الأول عن المعلومات المسربة، التى يمثل إفشاؤها خطراً جسيماً على أمن وسلامة الدولة المصرية، وقواتها المسلحة، وأجهزة الأمن بها، إلا أن العقاب الذى أوقع بمجموعة معاونيه هو عبرة لكل من يضع نفسه فى موضع المسئولية الكبرى ثم يخون وطنه مقابل المال، ليكون دائماً رادعاً يحمى أمن وسلامة الشعب المصرى.
■ ما تأثير تسريب وثائق سرية لجهة أجنبية على الأمن القومى المصرى؟
- تحديد تلك الآثار بدقة لا يستطيع أحد الجواب عليها، إلا فى حال وجود الوثائق أمامنا، ومضمونها.
■ لكن جلسات القضية كشفت عن كونها معلومات تتعلق بالقوات المسلحة، وأماكن تمركزها، وتسليحها؟
- فى مضمون المعلومات التى تم الكشف عنها فى القضية؛ فإن أى معلومات تتعلق بالقوات المسلحة وتسرّب لدولة أجنبية يضر ذلك بأمن وسلامة الدولة المصرية.
■ وهل من سلطة رئيس الجمهورية إعطاء معلومات سرية عن بلاده لدولة أخرى؟
- بالتأكيد لا؛ فهذا ليس من سلطاته؛ فمسئولية رئيس الجمهورية فى هذا الصدد هو اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على سرية المعلومات، والوثائق المتعلقة ببلاده طبقاً للمنظومة المعدة لذلك فى مؤسسة رئاسة الجمهورية، إلا أن الرئيس المعزول لم يقم بواجبه فى ذلك الشأن.
■ وهل يعتبر تسريب الوثائق المتعلقة بالقوات المسلحة «خيانة عظمى»؟
- هو خيانة عظمى، وإهمال فى تأدية الرئيس المعزول لواجباته، وعدم إدراك لمسئولياته كرئيس للجمهورية، ولكونه مسئولاً عن أمن وسلامة الدولة، وهو لم يستطع أن يدرك الفرق بين كونه رئيساً لدولة، وكونه زعيم عصابة استولت على حكم دولة ما، لتحقيق مصالحها الشخصية.
■ وما مصلحة دولة قطر فى الحصول على معلومات تتعلق بقواتنا المسلحة؟
- لا بد أن نفرّق بين الشعب القطرى، والأسرة الحاكمة؛ ففى هذا الوقت كان حمد بن جاسم رئيساً لوزراء قطر، وكان سيداً على «الأمير القطرى»، حيث ظن أنه أقوى شخص فى الشرق الأوسط برعاية أسياده من الأمريكان، وسرق أموال الدولة القطرية، ووزعها يميناً ويساراً على «الخدم» الذين باعوا أوطانهم.
■ وما مصلحته فى تسريب الوثائق لـ«الأمريكان»؟
- حتى يتمكن من تقديمها لـ«أسياده الأمريكان والبريطانيين» ظناً منه أن ذلك يعلى من شأنه أمامهم، وجاء ذلك بمبادرة منه، وليس تكليفاً أو طلباً منهم.