«فهيمة» دخلت المستشفى لـ«تحسين الحركة» وخرجت «مشلولة»
فهيمة إبراهيم
لم تكن تعلم وهى طفلة فى الثالثة عشرة من عمرها، تلهو وتلعب مع البنات والصبيان فى مثل سنها، أنه سيكون عامها الأخير، الذى ستطأ فيه قدماها الأرض، قبل أن يضل مشرط الطبيب طريقه، فتمكث طيلة حياتها على كرسى متحرك، لتصبح معاناتها معاناة أسرة بأكملها، ازدادت بوفاة الأب وعجز الأم، فيما ترجو الابنة المساعدة.
الفتاة: خايفة اتحوج للغريب.. وأمها: «زرع النخاع» أملها الأخير
فهيمة إبراهيم، 36 عاماً، ولدت ولديها قصر فى الأطراف، جعلها تسير فقط على أطراف قدميها، رغم ذلك كانت تعيش حياتها طبيعية، تذهب إلى المدرسة، وتساعد والدتها فى ترتيب المنزل، وتلهو مع قريناتها، ولكن الأم والأب كانت تشغلهما معاناة ابنتهما فى السير، بحسب ما تؤكد والدتها «رحنا لدكاترة علشان نحسن حركتها، ماكانوش وقتها عارفين هى عندها إيه؟ لحد ما فى يوم دلونا على دكتور فى جامعة طنطا، رحنا له، شخّص حالتها، وقال لنا محتاجة عملية تطويل أوتار، وبعدها هتمشى على رجليها بشكل طبيعى».
فرحت الأم، وتسلل الأمل إلى قلبها، وبدأ والدها يدبر الأموال لإجراء العملية الجراحية، واستدان من أجل شفاء ابنته، ولكن الصدمة كانت موجعة: «البنت دخلت العمليات، خرجت فى بنطلون جبس، ومش بتمشى، والدكتور لما سألناه ضحك علينا، وقالنا العملية نجحت، وهى محتاجة علاج طبيعى، وقعدنا 3 سنين علاج طبيعى مفيش فايدة»، أدركت «فهيمة» أنها لن تسير على قدميها مرة أخرى، «بِعنا اللى ورانا واللى قدمنا عشان نعالجها مفيش فايدة، لحد ما فى الآخر مابقاش حيلتنا حاجة، وأهل الخير ساعدونا بالكشك، نصرف بيه عليها وعلى إخوتها».
ظلت الفتاة سنوات على تلك الحالة، تقضى نهارها فى الكشك مع أبويها، وفى المساء يحملها والدها إلى شقة إيجار يسكنون فيها فى المنطقة الكائن فيها الكشك، لكن الموت غيّب الأب، وبقيت الفتاة بصحبة الأم المريضة، وأصبح حمل الفتاة والعناية بها مهمة شاقة، «قالوا لى لو عملت زرع نخاع تمشى تانى»، ذلك الأمل الأخير، الذى ما زالت تتشبث به، الشابة الثلاثينية ووالدتها، فكل ما تتمناه من الدنيا أن تعود للسير على قدميها: «مفيش غير أمى اللى هتستحملنى دلوقت، لو جرى لها حاجة بعد الشر، هلاقى نفسى لوحدى فى الدنيا، وأهون عليا أموت وراها، ولا الحوجة للغريب».
فهيمة إبراهيم