«سمك شاهندة» يعول 6 يتامى: «بكرة يفتخروا بيا»
«شاهندة» داخل محلها فى مدينة دمياط
أمامها مشوار طويل ما زالت فى بدايته، توفى زوجها منذ أكثر من عام ونصف العام، تاركاً لها 6 أبناء، تركت بيتها وأولادها، ونزلت إلى سوق العمل. تعمل «شاهندة سادات»، 37 عاماً، فى بيع الأسماك، هى الأولى كسيدة فى هذه المهنة على مستوى محافظة دمياط، تقف فى المحل بمفردها، تواصل الليل بالنهار من أجل توفير ما يعينها على تربية وتعليم الأبناء الستة.
«مش عايزة حاجة من الدنيا غير اولادى لما يكبروا يفتخروا بيا ويعرفوا قد إيه أنا تعبت علشانهم، وعمرى ما هاخليهم يحتاجوا لحد»، قالتها «شاهندة» وهى تقف داخل محلها أمام حوض لتنظيف السمك، وحولها طفلاها الصغيران يلعبان إلى جوارها: «كل اللى عايزاه من الدنيا أن اولادى يكملوا تعليمهم ويطلعوا كويسين، أنا باعانى علشان أربيهم بعد ما زوجى مات»، عندما توفى زوجها كان خمسة من أطفالها فى مراحل تعليمية مختلفة والطفل السادس كان رضيعاً: «حمل كبير مش أى حد يقدر يتحمله، وأنا الحمد لله استحملته، وهافضل مستحملاه لحد ما العيال يكبروا.. بكرة أرتاح بعد ما أشوف كل واحد فى بيته».
رفضت «شاهندة» أن يحل رجل آخر مكان زوجها، وقرّرت أن تفتح محل زوجها وتواصل العمل فى مهنته بعد وفاته: «مارضيتش أدخَّل على عيالى راجل غريب، أنا باشقى واتعب علشانهم، ومفيش حاجة هتخلينى أقصّر معاهم طول ما ربنا مقدرنى وصحتى مساعدانى».
كان المحل متخصصاً فى بيع السمك فقط، لكن فى عهد «شاهندة» أصبح يوفر لزبائنه جميع أنواع الأسماك المقلية والمشوية والسنجارى: «طورت المحل شوية علشان يشتغل، رغم أن البيع دلوقتى انخفض، مش زى الأول».