عضو «البحوث الإسلامية»: نأخذ الأفكار الاقتصادية من الغرب
الدكتور محمد الشحات الجندى
دعا الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى ضرورة الدمج بين الاقتصاد الإسلامى والمالية الوضعية للنهوض بالأوضاع الاقتصادية، مؤكداً أن ماليزيا وإندونيسيا لجأتا إلى الاقتصاد الإسلامى، داعياً العلماء وخبراء الاقتصاد الإسلامى إلى تطويره وتقديم نظام قابل للتطبيق على أرض الواقع يراعى المستجدات حتى يحل محل الأنظمة المستوردة... وإلى نص الحوار:
الشحات الجندى: الاقتصاد الإسلامى «رأس حربة» لو أُحسن تطبيقه
■ بداية، ماذا عن الاقتصاد الإسلامى؟
- الاقتصاد الإسلامى يمتلك مقومات مهمة وهو جزء من المعاملات التى أقرتها الشريعة الإسلامية، وهذا الجزء يعد رأس الحربة فى نمو المجتمعات مصداقاً لقول الله تعالى: «أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها»، بمعنى البناء والتنمية والإعمار وإحداث نهضة اقتصادية، وهو اقتصاد أخلاقى، لأنه يأخذ فى الاعتبار دائماً الجوانب الأخلاقية، وتحقيق العدالة ومنع الغش والاحتكار، ومنع الغرر والجهالة، ويقوم على الأمانة والوفاء، وغيرهما من القِيم ويمنع الإسلام الاتجار فى السلع الخبيثة، ويمنع بيعها وشراءها، مثل الخمر، والخنزير، والميتة وغيرها، وبدون تطبيق تلك الأسس فلن تتحقق التنمية المنشودة، حتى قال بعض المفسرين إن العمارة متنوعة منها واجب أو فرض إذا كان حال المسلمين صعباً، وقد تكون مندوبة أو مستحبة إذا وصلت البلاد لحالة من الرفاه، والإسلام يحث على العمل والإنتاج.
■ هل مصطلح الاقتصاد الإسلامى نابع من القرآن والسنة؟
- كلمة الاقتصاد الإسلامى بالمصطلح المعاصر لم يستخدمه الفقهاء أو يقولونه نصاً، لكن هذا بمثابة ميثاق لتوضيح الحلال من الحرام فى المعاملات المالية، خاصة أن بعض الأمور قد تكون فى نطاق الحرام مثل الخمور والخنزير، والاقتصاد الإسلامى يحث على الربح ويراعى الجوانب الاجتماعية والتكافل الاجتماعى ويرفض وسائل الغش والاحتكار.
«التكافل» يسهم فى مواجهة البطالة والفقر.. و«القرض» تمويل يحصل فيه البنك على مقابل وليس «ربا»
■ هل الاقتصاد الإسلامى مطبق فى بلادنا؟
- ليس مطبقاً، لأننا نأخذ الأفكار الاقتصادية من الغرب والقائمين عليها تتلمذوا على يد الفكر الغربى، وأيضاً لدى العلماء مشكلة حيث يتهمهم الاقتصاديون بأنهم لا يقدمون نظاماً اقتصادياً إسلامياً قابلاً للتطبيق على أرض الواقع.
■ هل توجد معاملات إسلامية قابلة للتطبيق؟
- بعض الأنظمة قابلة للتطبيق مثل المرابحة والمشاركة والمضاربة والمصرفية الإسلامية تطبق فى البنوك الإسلامية، لكننا بحاجة إلى البناء عليها والتطوير لمواكبة المستجدات ومراعاتها حتى تقدم حلولاً تحل محل الأنظمة المستوردة، فنحن متأخرون فى كثير من الأمور.
■ لماذا يرفض رجال الاقتصاد مصطلح الاقتصاد الإسلامى؟
- بعض الاقتصاديين ينكرون الاقتصاد الإسلامى، ويعتبرونه من العصور الوسطى، وعليهم القراءة بدقة فى المعاملات الإسلامية، وعلى الشرعيين أن يقرأوا فى الاقتصاد والمالية الوضعية.
■ هل المؤسسة الدينية تولى اهتمامات بالاقتصاد الإسلامى؟
- نعم، لديها اهتمامات بهذا الموضوع وكليات التجارة بالأزهر والشريعة والقانون تدرس المالية الإسلامية، ويمكننا نقل ذلك إلى أرض الواقع.
■ هل توجد دول لجأت لتطبيق المعاملات الإسلامية؟
- ماليزيا لجأت إلى المعاملات الإسلامية ونجحت، وإندونيسيا استخدمت بعض التطبيقات والبحرين لديها بعض التطبيقات فى هذا الشأن.
■ ماذا عن البنوك الإسلامية؟
- البنوك الإسلامية لديها معاملات إسلامية ناجحة، لأن لديها ضوابط تحكمها.
■ هل يمكن الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة؟
- نعم، علينا توفير الأدوات والتشريعات اللازمة وإعداد الأفراد المهرة للدمج بين الاقتصاد الإسلامى والوضعى للخروج بالنموذج الأمثل.
■ ولكن الاقتصاد الإسلامى يعترض على بعض المعاملات المالية الجارية؟
- ما يتردد عن مصطلحات القرض والربا فى البنوك مثلاً هو تمويل لأنها تستخدم فى مشاريع وتجارة وخلافه، والبنك يحصل على مقابل للخدمة، وبالتالى لا بد من تحرير المصطلحات، والربا كان فى صدر الإسلام يتمثل فى الاحتكار والاستغلال وحالياً الوضع تغير.
■ هل من الممكن أن تسهم الزكاة فى حل للمشكلات داخل مصر؟
- نعم، يمكنها أن تسهم فى حل كثير من المشكلات لو أحسن جمعها وتوزيعها بالشكل الأمثل فهى تقدر بأكثر من 10 مليارات جنيه سنويا.
■ هل يمكن إقامة مشاريع واستثمارات من أموال الزكاة؟
- توجد آراء فقهية ترى جواز أخذ جزء من حصيلة الزكاة لاستثماره شريطة أن يستفيد من عوائده أصحاب مصارف الزكاة الثمانية، وهذا الرأى له ما يؤيده فى التراث الفقهى، على أساس أن هذا الاستغلال الاقتصادى باستثمار جزء من أموال الزكاة يستفيد منه المَعنيون بالزكاة أنفسهم، وليس أحد غيرهم، والزكاة نفسها بمثابة استثمار آمن للمال فى المجتمع؛ حيث تعمَل الزكاة على تحفيز الاستثمار من خلال القضاء على اكتِناز الأموال، والمساعَدة فى الاستقرار الاقتصادى.