«زغلول» ينتظر التعويض منذ زلزال 92: «قاعد فى خرابة»
«زغلول» يجلس حزيناً بعد أن سيطر عليه اليأس
يمر من أمام منزله المنهار، تستوقفه تلك الذكرى المؤلمة التى حفرها زلزال 1992 فى ذاكرته، يرن فى أذنيه صوت الصراخ وتسترجع عيناه مشاهد الهلع والفزع التى رسمت على وجوه أسرته وجيرانه رغم مرور نحو 24 عاماً، ثم يستدير يساراً ليدلف إلى «الخرابة» التى يقطن بها، لينتظر التعويض الذى لم يحصل عليه طيلة السنوات الماضية.
ينعى حاله: «فات 24 سنة وأنا لسه مستنى»
من المنزل إلى خرابة على بعد أمتار قليلة، لم يتوقع «زغلول محمد» أن يقضى حياته وسط أكوام الزبالة والحشرات بعد أن كان يعيش برفقة أسرته مستقراً، ظن أنه سيفوز بالتعويض فور وقوع المنزل فى الزلزال الأضخم، وبدأ يرسم أحلاماً بسيطة فى مخيلته تجسدت فى شقة صغيرة سيحصل عليها أو مبلغ يشترى به غرفة ليقطن بها: «كنت مفكر إنى هاخد تعويض زى باقى الناس بعد الزلزال، بس فضلت مستنى ومحدش عبرنى، رُحت سألت قالوا لى هتدفع 5000 جنيه وتاخد الشقة، طيب أخواتى البنات متجوزين وأبويا وأمى ماتوا، كنت هجيب المبلغ ده منين؟!».
حالة من اليأس أصابت الرجل الخمسينى جعلته يستسلم إلى واقعه المؤلم، ليجد نفسه وحيداً لا يجد من يقدم له يد العون: «جبت حبة خشب وعملت بيهم عشة صغيرة جوه الخرابة لأنها المكان الوحيد اللى فاضى، وجنب بيتنا اللى اتهد، على أمل إن لو جالى تعويض يكونوا عارفين مكانى فين، كل يوم بفضل مستنى لحد ما اتعودت على القعدة هنا، وفات 24 سنة وأنا لسه مستنى». يعانى «زغلول» من 3 صمامات فى القلب جعلته يترك عمله بطائفة المعمار ويبقى طريح الفراش لا يجد من يعوله: «دخلت العناية المركزة 4 أيام بسبب قلبى ومش بتعالج لحد دلوقتى، إخواتى البنات دفعوا ليّا الفلوس وقتها، لكن العملية بـ50 ألف جنيه مش عارف هجيبهم منين»، يضيف فى حسرة ناعياً حاله: «عايش من غير سكن ولا علاج، وابقى سلم لى على التعويضات».