"شحات أو بخيل".. طراز "المليونير الحويط" على طريقة "الزعيم" و"مِشرف"
عادل إمام
يظهر بسيارته الفارهة وملابسه المستوردة، يحيطه جيش من البشر ليس لهم عمل سوى قضاء حوائجه، ينشغل دائما بإنهاء صفقاته المتوالية ومشروعاته المنتشرة في كل مكان، ثم يقضي ساعات يومه الأخيرة في منتجع أو "فيلا" تشبه القصور في فخامتها.. تلك كانت الصورة المعتادة لـ"المليونير" في الأعمال الدرامية، إلا أن حكايات "المليونير الكحيان"، وعنائه مع الحياة وبأسه الذي يفوق أفقر الفقراء، شكلت صورة جديدة للأغنياء فرضت نفسها على الموسم الدرامي الرمضاني هذا العام.
تبدو شخصية "مأمون أبو العطا"، التي يجسدها الزعيم عادل إمام، في مسلسل "مأمون وشركاه"، بخيلة حريصة محافظة على كل قرش يحصل عليه، ويظهر، خلال الحلقات الأولى من المسلسل، شخصا لا يملك ما يكفي أسرته ويبذل قصار جهده لمنع أهله من التبذير، غير أن حريقا ضخما لأحد البنوك يبرز احتكام ذلك الشخص، المدعي للفقر، على مليارات الجنيهات وخزائن مليئة بالذهب، ليعكس صورة ذلك "المليونير" الذي يعمل ألف حساب لما هو مقبل من أيام.
شخصية "والد باكتيريا"، الكفيف، التي يجسدها الفنان عبد الله مشرف في مسلسل "صد رد"، ترسخ تلك الصورة للغني الحويط، الذي يقضي يومه متجولا في الشوارع، يمد يديه ليكسب بضعة جنيهات من المارة الذين يهولهم جلبابه المقطعة وهيئته الخربة، قبل أن يعود لبيته فيصب همومه على ابنه الذي يتكفل بكل احتياجاته، قبل أن يذهب إلى البنك ليراجع حسابه فيجده يزيد عن 10 ملايين جنيه، بل يراجع ذلك الحساب بمختلف العملات الأجنبية مثل "الين واليورو والكرونا التشيكي"، لترفع تلك الصورتين شعارا جديدا لكل "مليونير مبتدئ"، فحواه "داري على فلوسك تزيد".