مرسى عطا الله يكتب للأهرام: "أوراق القدس والأقصى قبل وبعد «وعد بلفور»!"
![مرسى عطا الله](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/16340033581466711414.jpg)
مرسى عطا الله
قال الكاتب الصحفي مرسى عطا الله، في مقال له تحت عنوان "أوراق القدس والأقصى قبل وبعد «وعد بلفور»!" في عمود بجريدة الأهرام، إن "القدس ليست مجرد مدينة من حجر وطين ولا هى ساحة معشوقة لأرباب التجارة ومحترفى السياسة والراغبين فى السياحة ولكنها بمقدساتها وإيماءاتها متحف خالد الذكريات لبني الإنسان من المؤمنين بالديانات السماوية الثلاث!".
وأضاف عطا الله "القدس جزء لايتجزأ من القضية الفلسطينية فهى كمدينة مكانية تنتصف بتلالها هذا الوطن الفلسطينى الصغير من الصحراء فى جنوبها والغور فى شرقها والسهول المحلية الجبلية فى غربها، وهى لهذا تعود بأهميتها منذ القدم إلى مناعتها الحربية لوقوعها على التلال المرتفعة وإحاطتها بالأسوار العالية وإلى موقعها المتميز الذى يتحكم فى أهم طرق التجارة التى تربط البحر بالصحراء".
موضحا "لو دققنا فى قراءة التاريخ لوجدنا أن فلسطين التى يريدون التهامها ويزعمون أحقيتهم فيها لم تقم على مدى التاريخ ككيان سياسى وإقليم منفصل له إدارته وشئونه الخاصة على مدى أربعة آلاف عام متصلة وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 حيث كانت فلسطين جزءا من سوريا أو مايعرف آنذاك باسم ديار الشام وهى المنطقة التى تحددها مراجع التاريخ العربى بشرقى وادى النيل، أى أن عروبة فلسطين وفى القلب منها القدس أكبر من أى محاولات للافتئات على تاريخ وجغرافية الشرق الأوسط وتاريخ وجغرافية العالم العربي".
مختتما "هكذا ظلت فلسطين لما يزيد على أربعة آلاف عام وقبل أن يصدر وعد بلفور المشئوم عام 1917 جزءا لايتجزأ من سوريا تزدهر بازدهارها وتبتئس بابتئاسها حتى حلت التجزئة بالعالم العربى مع تفكك وانهيار الإمبراطورية العثمانية وانسلخت هذه الرقعة الغالية من الوطن العربى الكبير على عهد الانتداب البريطانى وسميت فلسطين نسبة إلى القبيلة اليونانية فلستيا التى جاءت من جزر بحر إيجة وغزت سهل البلاد ثم أطلقت عليها اسمها سنة 1200 قبل الميلاد، أى قبل 189 عاما من فترة الحكم اليهودى القصيرة لفلسطين".