مصطفى كامل السيد: "الانفصال البريطاني" لا يعني سيطرة اليمين المتطرف هناك
صورة أرشيفية
قال الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية، إن قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي نتج عن تصويت المواطنين البريطانيين بنسبة 52% من إجمالي المستفتين، لا يعني تصاعدًا لليمين المتطرف في بريطانيا بالمعنى الكامل، لأن هذا القرار يعبر عن رأي قطاع ليس بالقليل من الذين لا ينتمون لليمين هناك، موضحًا أن نسبة ضئيلة دعمت قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مدينة "نيو كاسل"، وهي مدينة صناعية يسيطر عليها حزب العمال البريطاني الذي صوّت لعدم بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف السيد، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن ذلك القرار ليس من شأنه التأثير على دعم بريطانيا لقضايا حقوق الإنسان في الوطن العربي، لأن رفض الشعب البريطاني البقاء في الاتحاد الأوروبي ليس معناه دعم سيطرة اليمين المتطرف هناك، ولكنه اعتراض على السياسات الاقتصادية للحكومة البريطانية، والتي يعد وجود بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي سببًا كبيرًا فيها، مشددًا على أن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي يتيح مميزات اقتصادية لبريطانيا، أهمها ترويج الصادرات البريطانية لجميع الأسواق الأوروبية دون النظر لاعتبارات جمركية قد تتسبب في خسائر اقتصادية لتلك السلع من وجهة نظر البريطانيين.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن تقنين الهجرة لبريطانيا كان سببًا كبيرًا في دعم الأغلبية لقرار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن الواقع الجديد يفرض عدم هجرة الأوروبيين، بصفة خاصة، بطريقة عشوائية، ويجعلها خاضعة لقوانين بريطانيا، فضلًا عن تخوف البريطانيين من إجبار الاتحاد الأوروبي لبلدهم على استقبال عدد أكبر من اللاجئين باعتبار أنها أحد أعضائه.
وحول إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، استقالته من رئاسة الحكومة، أكد السيد، أن هذا القرار لا يعني أيضًا تصاعدًا واضحًا لليمين المتطرف، وإنما كان لفشل ترجيحات "كاميرون" التي ذهبت إلى تصويت البريطانيين على بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي، بدليل أنه لم يقدم استقالته بشكل فوري وإنما أعلن مباشرته لعمله حتى أكتوبر المقبل، لحين إجراء مؤتمر عام لحزب المحافظين لاختيار رئيس حكومة جديدة تابع لذلك الحزب.
وعن دعم دونالد ترامب المرشح لرئاسة الجمهورية الأمريكي، لفكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وما يمثله ذلك من تعزيز فكرة تصاعد التطرف في بريطانيا، نفى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، وجود علاقة مباشرة بين الأمرين، مؤكدًا أن ذلك الإعلان قد ينبع من محاولته إظهار دعم الديمقراطية في بريطانيا والتوافق مع الشعب البريطاني، موضحًا أن هذا التصريح يعد خاطئًا إذا كان نابعًا عن اقتناع من "ترامب"، لأن الولايات المتحدة الأمريكية من مصلحتها بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، لما سيسببه انسحابها من تأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي بصفة عامة.
|