أدباء الفيوم: مشروع "أبو جليل" يفتقد الرؤية وإهدار للمال العام بقصور الثقافة
الكاتب حازم حسين
نشر الكاتب الصحفي حازم حسين، على صفحته على "فيس بوك"، البيان الذي أصدره أدباء الفيوم حول نشاط الثقافة العامة في رمضان، جاء فيه:
"كثيرا ما نادينا، ونادى أدباء مصر على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الجغرافية والإبداعية، بالنظر الجاد والعميق في ماكينة العمل الثقافي وآليات وضع الخطط والبرامج الثقافية وتنفيذها، وأشرنا كثيرا وعلى امتداد سنوات إلى إخفاق عميق في الموازنة بين إمكانات المؤسسة الثقافية والدور المنوط بها، وفيما يخص الهيئة العامة لقصور الثقافة طُرحت أفكار وبرامج عديدة ومتتابعة وثرية في رؤاها وانحيازاتها، بما يقيم عماد المؤسسة كمنصة حقيقية للثقافة الجماهيرية، كما يُفترض فيها أن تكون، ولا شك يتجلى صدق هذه التوجهات وعمق طرحها ونبل مقاصدها في مراجعة بسيطة للأفكار الشخصية والمذكرات الرسمية وأوراق العمل وتوصيات المؤتمرات الثقافية الإقليمية والعامة طوال السنوات الخوالي، والتي لم تفوّت فرصة سانحة لتصرخ في البرية أن أقيلوا هيئة ثقافة الجماهير من عثرتها، أو أقيلوا من يتسببون في هذه العثرة".
وواصل البيان: "من هذا المنطلق لم يتوان أديب أو مثقف في الفيوم، أو في غيرها من المحافظات، عن دعم كل مبادرة ناضجة ومساندة كل فعل جاد لإصلاح الشأن الثقافي وهندمة تركته الخربة، ولكن يبدو أن شعورا شخصيا لدى بعض موظفي المؤسسة وسدنتها يغذي لديهم دائما شعورا بأنهم فوق المشكلة وبعيدون عن جذورها وفي وفرة واستغناء عن سواعد وعقول حراسها وأصحابها الحقيقيين، وهو ما كان الرافد الدائم لخطط ومبادرات مركزية تتعامل مع المؤسسة وكأنها وزارة دولة، مقطوعة الصلة عن مجالها الحيوي في ربوع مصر وقراها، ولأن الطريق إلى الجحيم محفوف بالنوايا الحسنة، لم تؤت أي من هذه المبادرات ثمارا يُعوّل عليها".
وانتقد البيان ما أطلق عليه "مشروع" أشرف أبو جليل مدير الإدارة العامة للثقافة العامة: "وآخر هذه المبادرات ما دبجته إدارة الثقافة العامة بهيئة قصور الثقافة تحت عنوان حق لم يقدنا إلا لباطل جديد من أباطيل الارتجال والعشوائية وإهدار المال العام، فعبر خطة لم يتوفر لها من الوعي والهندسة ما يثبّت أسسها ويقيم عمادها، قرر السيد أشرف أبو جليل، ، نسف ما استقر من آليات عمل للمؤسسة خلال موسم شهر رمضان، وبه ما به من عوار، ومجاوزته إلى ابتداع فوضوي زاد العوار عوارا ولم يتلاف ما عانيناه في سابق السنين، إذ اقتطع السيد المذكور ما يوازي نصف المليون جنيه من ميزانية النشاط لتنفيذ مشروع شخصي غير مؤسس على رؤية ولا منطق، عبر تخصيص ستة آلاف جنيه من الميزانية المركزية للثقافة العامة عن كل فرع، واقتطاع عشرة آلاف جنيه من الميزانية المباشرة لكل فرع، لتنفيذ برنامج مخطط مركزيا بعيدا عن حالة الفروع وظروفها ومبدعيها واحتياجات ناسها، مبتدعا منظومة كوميدية لإهدار المال العام وشراء الولاءات تحت مسمّى تكريم الأدباء، وهو من أبواب الحق التي أريد بها باطل ومع سبق إصرار وترصد لا نعفي الإدارة ورئيسها منه، فبين عشرات الأسماء الموضوعة للتكريم وافقت القائمة قلائل يستحقون، وأنعمت على كثيرين لا شأن لهم بالعمل الثقافي من السياسيين وأمناء الأحزاب، أو ممن لا منجز لديهم، ناهيك عن ابتذال فكرة التكريم بتعميمها وتوسيع مجالها اعتباطيا، وما صاحبها من برنامج سطحي ومتهافت ولا ظهير له، قاد إلى إلغاء حصة غير قليلة منه، ودمج حصة أخرى، وتنفيذ النزر اليسير الفالت من التخبط على غير ما خُطِّط له، والمحصلة مهرجان واسع من الترضيات وشراء الخواطر والتربيت على أكتاف الزملاء وأبناء الدوائر الضيقة وفق تراكب شللي من مدير الإدارة إلى وكلاء الفروع وخازني أسرارها الدائمين، مع ما جلبه هذا من إهدار واضح وفاضح للمال العام، مال الجماهير وحق ثقافتها المهدرة".