«الأسطورة» مش مسلسل.. ده أسلوب حياة
مشهد من الاسطوره
قبل موعد عرضه بدقائق قليلة يتكدس شباب الأحياء الشعبية فى المقاهى وفى البيوت لمتابعته، يتفاعلون مع بطله ويحاولون التشبه به شكلاً ومضموناً، هو مسلسل «الأسطورة» الذى تحول بطله محمد رمضان إلى أيقونة لشباب المناطق الشعبية، يكتبون اسمه على التى شيرتات ويحاكون قَصة شعره ولحيته، ويتلفظون بالعبارات التى وردت على لسانه ومنها «ثقة فى الله»، على ألسنتهم، رغم ما يتضمنه المسلسل من مشاهد عنف وبلطجة، حتى تحولت شخصية «الأسطورة» إلى أسلوب حياة. «باشوف فيه الرجولة اللى على حق، وهو صعيدى زى أهلنا مايعرفش الخوف»، كلمات محمد محمود، 20 عاماً، من الهرم، مؤكداً أن أبناء منطقته يتابعون المسلسل بشغف، ويعتبرونه الأفضل بين كل المعروض: «عجبنا محمد رمضان، عشان بيعرف ياخد حقه، وعلاقته بأمه كويسة جداً، بيعاملها معاملة حنينة ومحترمة وبيسمع كلامها، وهو ده الراجل الحق». لم يكتف مدحت مجاهد من بولاق الدكرور، بمتابعة المسلسل، بل شرع فى تربية لحيته لكى تشبه لحية «ناصر» فى المسلسل، مؤكداً أنه أفضل مسلسل يتابعه: «بيمثل الحاجات اللى بتحصل فى البلد زى ما هى بالظبط، أنا من منطقة شعبية زى اللى ناصر والرفاعى عايشين فيها، وكل الحاجات اللى حصلت فى المسلسل هى نفسها اللى بتحصل فى الحقيقة بالظبط، هو بلطجى آه بس بيعرف الحق فين وبيعمله». وعن فكرة قيام بطل العمل بإجبار خصمه على ارتداء «قميص نوم» كنوع من الإهانة، أكد «مدحت»: «فيه ناس انتقدت المشهد ده وقالت إنه مش بيحصل، لأ بيحصل وشفناه بعنينا، مش لازم أقول فين، بس حصل». الحال نفسه بالنسبة لمجدى محمد، من المطرية، الذى أكد أن مسلسل «الأسطورة» الأكثر واقعية: «رغم إنه بلطجى لكن مش بييجى على الغلبان، وكأداء وتمثيل محمد رمضان بيقنعنى مقارنة بباقى الممثلين اللى بيجيبوا حاجات مش حقيقية».
شباب المناطق الشعبية: تقليدنا له فى الشكل والكلام دليل على إننا بنحبه عشان بيعرف يجيب حقه.. وحلاقون: شعر ولحية «الرفاعى» سيئان.. لكن الناس بتطلبها
عبده مجدى، ميكانيكى، من المنيب، ضحك وهو يتذكر إحدى المقولات التى وردت على لسان محمد رمضان فى المسلسل «اللى تشوفوه مش تمام.. اعرف أنه تربية مدام»، ثم قال: «رمضان مش بيمثل ده بيجيب شخصية مننا وزينا، وبينصر أخوه ويحميه، هو آه تاجر سلاح فى المسلسل بس هو فى النهاية مجبور مش بمزاجه». لم تقف صالونات الحلاقة فى المناطق الشعبية بمعزل عن حالة الإعجاب بـ«الشخصية الأسطورية»، حيث قرر أصحابها التجاوب مع مشاهدى المسلسل وتحويل شكل لحية «رفاعى» وصلعته إلى موضة يتهافت عليها الشباب، وحسب إبراهيم الصغير، صاحب صالون حلاقة فى المهندسين، فإن بعض الشباب هم الذين يطلبون ذلك: «كذا واحد جه وطلب الحلاقة دى.. لكن أؤكد إنها مش هتنتشر، لأنها عبارة عن لون أسود مرشوش على الوش، وهى أصلاً حلاقة شكلها وطريقتها سيئة». سعد فتحى، حلاق فى منطقة باب الخلق، أكد أن موضة شعر وذقن «محمد رمضان» بدأت فى الانتشار بين الشباب أقل من 20 سنة: «لغاية دلوقتى عيال صغيرة هما اللى بييجوا يطلبوها، بس قرب العيد هيزيد العدد، وكل سنة بيحصل كده، كل ما محمد رمضان يقدم شخصية، الشباب بيحبوا يقلدوها».