بروفايل: محمود عزت.. «جوكر» الجماعة و«محرضها الأعظم»
صورة تعبيرية
هو قائد العواجيز ومرشدهم، قليل الحديث، المختفى دائماً فى السراء والضراء. شحيح الكلام، يمتلك عينىّ صقر، من الصقور التنظيمية التى عاشت داخل التنظيم الخاص لفترة طويلة، وتمتلك مفاتيح إدارة «التنظيم» وهياكله. يعيش هذه الأيام فترة صعبة، بعدما قرر من صنعهم الوقوف فى وجهه، وهو الذى عاش حياته كلها دون أن يجرؤ معارض واحد أن يواجهه طوال سنوات وجوده فى الجماعة. إنه محمود عزت، قائد الجناح القديم فى الجماعة، إلى جانب محمود حسين وإبراهيم منير، فى مواجهة انتفاضة شباب التنظيم.
و«عزت»، المرشد بالإنابة، خلفاً لمحمد بديع، المسجون حالياً، وفقاً للائحة، مختفٍ منذ ثورة 30 يونيو، ولا يعرف أحد مكانه، وبين الحين والآخر، تخرج شائعات عن وجوده خارج مصر، وبالتحديد فى «غزة»، فى حين تخرج شائعات أخرى عن وجوده فى القاهرة. وأرغمته الظروف مؤخراً، نتيجة الصراع الحاصل داخل التنظيم، على إصدار تسجيل صوتى، أول رمضان، زعم فيه إدارته للتنظيم من داخل مصر.
ولد «عزت» فى 13 أغسطس 1944، بمصر الجديدة بالقاهرة، وتعرف على الإخوان سنة 53، وانتظم فى صفوف «التنظيم» سنة 1962، ثم اعتُقل سنة 1965، وحُكِم عليه بالسجن عشر سنوات، وخرج سنة 74، وكان وقتها طالباً فى السنة الرابعة، وأكمل دراسته وتخرج فى كلية الطب عام 76، وظلت صلتُه بالعمل الدعوى فى مصر موصولة، خصوصاً فى المجال الطلابى التربوى، حتى ذهب للعمل فى جامعة صنعاء فى قسم المختبرات عام 1981، ثم سافر إلى إنجلترا ليُكمل رسالة الدكتوراه، ثم عاد إلى مصر ونال الدكتوراه من جامعة الزقازيق عام 1985.
اختير «عزت» عضواً فى مكتب الإرشاد سنة 1981، وتولى مسئولية تدريب وتنشئة كوادر الإخوان والكثير ممن ظهروا بعد ثورة يناير فى قيادة الجماعة هم تلاميذ له، ومنهم محمد مرسى وسعد الكتاتنى ومحمد البلتاجى وعصام العريان، وجميعهم كان «عزت» السبب الرئيسى فى تصعيدهم بعدما تم إعادة تشكيل مكتب الإرشاد، وفقاً لرؤيته، والإطاحة بكل من يعارضه أو يفكر فى معارضته.
بعد ثورة يناير برزت قوة «عزت»، عندما خطط لإحداث تغييرات كبيرة فى مكتب الإرشاد وتصعيد أصحاب الفكر القطبى، فكان مهندس تولى محمد بديع المسئولية كمرشد للجماعة، خلفاً لمهدى عاكف، نظراً إلى ضعف «بديع»، ولأنه لن يرفض أى تصرف يقوم به «عزت» وخيرت الشاطر، كما أنه كان السبب الرئيسى فى إبعاد الجناح اﻹصلاحى داخل «التنظيم»، بعدما تسبب فى الإطاحة بالدكتور محمد حبيب، نائب المرشد السابق، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، عضو مكتب اﻹرشاد السابق، وإبراهيم الزعفرانى، نظراً لأنه كان يرى أن الجماعة لا تحتاج، آنذاك، إلى آراء مخالفة.