«محمد» ضحية الاتجار بمرضه.. «نفسى أتعالج.. أنا بموت»
صورة أرشيفية
لا يكف هاتفه عن الرن ولا تخلو غرفته من الزائرين، بعضهم يتردد عليه ليشد من أزره، وآخرون يتصنعون ذلك، وعود كثيرة قطعوها على أنفسهم لجمع التبرعات له فلم يكن لديه خيار سوى الانسياق وراءهم، مرت سنوات، وما زال منتظراً فى الوقت الذى تتراجع فيه حالته الصحية، لكن الأقدار شاءت أن يكتشف اتجارهم بمرضه.
مصاب بسمنة مفرطة وانزلاق غضروفى منذ 10 سنوات
10 سنوات ظل خلالها «محمد الديدامونى» طريح الفراش بعد إصابته بانزلاق غضروفى، إلى أن جاء أصحاب الجمعيات الخيرية المجاورة لمنزله ليزعموا تقديم يد العون له، ليصبح ضحية نصبهم. يقول: «جاتلى سمنة مفرطة من كتر العلاج ومبقتش أتحرك من السرير، 10 سنين وأنا قاعد مكانى، جالى ناس كتيرة من جمعيات خيرية، اللى يقولى هسفرك بره واللى هيجيبلى دكاترة فى البيت واللى هيشتريلى العلاج، بعد كده جمعوا التبرعات وخدوا الفلوس وخلعوا».
مشقة كبيرة ظل يحملها الرجل الثلاثينى على عاتقه، شاركتها معه زوجته المصابة بالسرطان التى كانت تتردد على المستشفيات تتوسل الأطباء لفحصه: «كانت بتتحايل على الدكاترة عشان حد يكشف عليا ويعملى الأشعة، كنت شغال عامل فى قطاع خاص ومعاشى 300 جنيه والعلاج كله على حسابى ده غير علاج الكيماوى بتاع مراتى ومحتاجة عملية، لأن جهاز الكيماوى سد ليها 4 شرايين». أحلام كبيرة ظل يرسمها «محمد» فى مخيلته، حتى استيقظ على كابوس مريع جعله يمقت حياته، ويرفض مساعدة أحد «الدولة رميتنى لحد ما صحّتى راحت، ناس طلبوا عربية إسعاف ومطافى عشان ينقلونى من كام أسبوع رحت مستشفى معهد ناصر قعدت 10 أيام وفى الآخر قالولى مفيش إمكانيات ليك، وعلاجك كله بره مصر، الأجهزة هناك مش مستحملة وزنى، البلد هى اللى ضيعتنى وجشع الدكاترة اللى وصلنى لكده».
يعيش «محمد» فى شقة صغيرة بمنطقة الإباجية بالقاهرة ولديه طفلان فى المرحلة الابتدائية، تتلخص أحلامه فى اهتمام الدولة به وحصوله على العلاج: «عاوز أتعالج، عاوز حقى فى الدنيا، عاوز حد يهتم بيا، أرجوكم أنا بموت.