«أم الرزق» تبحث عن رزقها فى شوية موز: الحياة بقت غالية
أم الرزق
تجلس فى هدوء تام، لا تفكر فى أى شىء سوى الموز الذى تبيعه، والمسئولية الملقاة على عاتقها، هى «أم الرزق عبدالقادر» الشهيرة بـ«موزة»، التى لم يكن لها نصيب فى اسمها، تجلس «موزة» فى الشارع منذ الصباح وحتى حلول المساء، تخشى على بضاعتها من التلف بسبب ارتفاع الحرارة، فتحاول طوال فترة وجودها فى الشارع البحث عن ضل، يحميها ويحمى بضاعتها.
ابنتاها «ولاء» و«سمر» تشغلان بالها طوال الوقت، خصوصاً الثانية، لأنها الأصغر سناً وتعانى من إعاقة: «مابتعرفش تتعامل ولا تتكلم مع الناس، عندها مشاكل فى الكلام، وعلاجها بيتكلف 400 جنيه فى الشهر»، مؤكدة أن مصاعب كثيرة فى الحياة تواجهها منذ وفاة زوجها.
تعيش «موزة» مع ابنتيها فى شقة بالإيجار فى منطقة البراجيل، تتقاضى معاشاً قدره 300 جنيه تصرف منها 200 على الإيجار: «مابيعملوش حاجة والله، ونفسى فى حتة تلاجة مش عارفة أجيبها». تكسب 10 جنيهات يومياً، أحياناً تصل إلى 20 و25 جنيهاً: «ده رزق البنات، الحمد لله».
ارتفاع الأسعار زاد من معاناة «أم الرزق»، خصوصاً مع مرض الكبد، حيث ارتفعت أسعار الأدوية بشكل يفوق قدرتها على شرائها: «باكشف عند دكتور خصوصى بـ70 جنيه فى الشهر، وشريط البرشام اللى كنت باجيبه بـ10 جنيه دلوقتى بقى بـ13، وأبو 25 بقى بـ30، ده أنا حتى بقالى مدة ماجبتش علاج». أكثر ما يحزنها، هو إخراج ابنتها «ولاء» من المدرسة، بسبب عدم قدرتها على مصاريفها: «ماقدرتش أكمل معاها، ربنا يسترها علينا».