لا يجيد سوى عمله على السقالة.. واليومية 60 جنيهاً
محروس
كان السقوط الأول مدوياً، كسور فى العظام وجبس فى القدم وراحة إجبارية فى البيت، لم يتخيل أكثر المتفائلين أن يعود «محروس» للوقوف على قدميه من جديد، لكنه عاد لما هو أكثر، صعد السقالة ومارس عمله دون خوف، فالقاعدة الراسخة فى إيمانه العميق تنبئه دوماً بأنه «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».
«محروس» والسقالة: «وقع منها 7 مرات.. ولسه بيطلعها»
الرجل الأربعينى اعتاد السقوط، أو هكذا يبدو، احترف العمل على السقالة، واحترف معه السقوط من فوقها، لتتوالى المرات وتصل إلى 7، فى كل مرة كسور بدرجات مختلفة وجبس وراحة، ثم عودة «ريما إلى عادتها القديمة»، يصعد السقالة ويباشر عمله وسط مخاوف أبنائه الثلاثة وزوجته من سقوط «لا يقوم بعده»، لكنه دوماً يطمئنهم: «ساعتها يبقى ربنا كاتب لى كده، ما أنا لو سيبتها هنموت من الجوع برضه».
يفعل عامل البناء البسيط كل هذا من أجل 60 جنيهاً هو مبلغ يوميته، تكفيه فى وقت العمل، لكنه لا يجد ما يعينه وأسرته على العيش فى أوقات الكساد وهى أكثر، أو خلال فترات الجبس والراحة الإجبارية، وهى أيضاً كثيرة «مفيش قدامى غير الشغلانة دى، أنا مش متعلم وكل اللى بافهم فيه إنى أشتغل على السقالة، أدهن أو أرفع مونة أو أى حاجة ليها علاقة بالبناء، وكل ما أقع من عليها بارجع ليها تانى، لأنى ماليش غيرها ولا بافهم غير فيها»، لا يؤرق «محروس» سوى المسئولية التى يتحمّلها على كتفيه، حتى يقدر على مصاريف المعيشة الصعبة، وسط حالة الغلاء وارتفاع الأسعار حسب قوله: «الحاجة كلها عمالة تغلى ومفيش رحمة، والأسعار بقت نار، ومفيش شغل مكفى عيالى غير وقفتى على السقالة، ولو على الواقعة ربنا كريم وبيسترها».