دليل الشرطة فى مواجهة المتظاهرين: ضرب.. «تصفية» للعيون.. وأخيراً «سحل وتعرية»
قامت ثورة يناير فانكسرت الشرطة المصرية ثم انسحبت من الشوارع، غير أنها عادت مرة أخرى إليها هذه المرة لتمارس عملها وهى مثخنة بالجراحات الكثيرة التى نالت من هيبتها، ولإعادة الهيبة وجدت الشرطة أن عليها التعامل بشدة أكبر مع المواطنين، لا يهم إن تم استخدام عنف فى مواجهة الناس، فالثأر لا يزال ملحّاً، والجرح ما زال مفتوحاً ومتقيحاً، وعلاجه من وجهة نظر «الداخلية» لن يكون إلا بالعنف. تجلى ذلك فى الأحداث التى وقعت خلال العامين اللذين تليا الثورة المصرية، حين وضعت الشرطة فى مواجهة مع الجماهير.
فض اعتصام 9 أبريل بالقوة
أول تلك الأحداث وقع فى فجر يوم السبت 9 أبريل عام 2011 حين تواصل اعتصام عدد كبير من المتظاهرين داخل ميدان التحرير حتى الساعات الأولى من الصباح مواصلين فعاليات ما أطلقوا عليه «جمعة المحاكمة والتطهير» للمطالبة بمحاكمة «مبارك»، مخترقين بذلك حظر التجول الذى كان مفروضاً وقتها، عندها قامت قوات من الشرطة والشرطة العسكرية باقتحام الميدان واعتدوا على المتظاهرين باستخدام الهراوات والعصى وألقوا القبض على عدد كبير منهم، وأطلقوا الأعيرة النارية فى الهواء لتفريق المتظاهرين. وقتها أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بياناً قال فيه «إن عناصر من وزارة الداخلية يدعمها مدنيون واجهت أعمال الشغب ونجحت فى فرض حظر التجول دون خسائر». غسل المجلس يديه مما حدث وعلق الأمر برمته فى رقبة «الداخلية»، رغم أن المواطنين عرفوا بعد وقت قصير أن هدف اقتحام الميدان كان للقبض على ضباط من الجيش تمردوا على قادتهم، وأن من أمر ليلتها باقتحام الميدان كان اللواء حمدى بدين القائد السابق للشرطة العسكرية. ورغم ذلك كان للحادث دلالته إذ إنه وقع بعد شهور قليلة من انكسار «الداخلية» وقت أن كان عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق يؤكد أن «الشرطة فى خدمة الشعب».
لم تتورط الشرطة بعد هذه الواقعة فى أعمال عنف ضد المواطنين إلا فى 6 سبتمبر 2011، حين اعتدت قوات من الشرطة بالضرب على جماهير الأهلى أو ما يعرف بالألتراس أثناء مباراة جرت بين فريقى الأهلى وكيما أسوان فى الدورى العام، قيل وقتها إن قوات الشرطة استفزها أن يردد مشجعو الأهلى هتافات سياسية أثناء المباراة أتبعوها بأغنية سبوا فيها ضابط الشرطة ووصفوه بقولهم «يا غراب ومعشش جوّه بيتنا». لم يسفر ذلك الاعتداء عن وقوع قتلى، ولكنه ساهم فى تأجيج العداء بين الشرطة وجماهير الألتراس، الذين انتظروا شهرين كاملين حتى وقعت أحداث شارع محمد محمود فشاركوا فيها بكل قوتهم.
قنص العيون.. «جدع يا باشا»
وكانت أحداث محمد محمود قد وقعت حين حاولت الشرطة أن تفض اعتصام أهالى شهداء الثورة من ميدان التحرير عقب مليونية تم تنظيمها يوم الجمعة 18 نوفمبر 2011، ولأن الأهالى رفضوا إخلاء الميدان فقد استخدمت قوات الشرطة العنف فى مواجهتهم وقامت بإشعال النيران فى خيامهم، وسحلت عدداً كبيراً منهم على مرأى من كاميرات القنوات الفضائية، وبدلاً من أن تقدم وزارة الداخلية اعتذاراً تطور الأمر بصورة كبيرة حين اشتبك عدد من المتظاهرين مع قوات الشرطة فى شارع محمد محمود، فراحت قوات الشرطة تصوِّب نيرانها الحية لتفريق المتظاهرين حيث أوقعت فيهم أكثر من 40 شهيداً، فى حين فقد عدد كبير من المتظاهرين عيونهم بعد أن قام ضابط من «الداخلية» يدعى محمود الشناوى بتصويب سلاحه فى اتجاه المتظاهرين، وانتشر وقتها فيدو شهير للضابط وهو يطلق نيرانه على المتظاهرين وأحد الجنود يثنى عليه بقوله «جدع يا باشا جات فى عينه».
فى الذكرى الأولى لأحداث «محمد محمود» نوفمبر 2012 قام عدد من الشباب بمحاولة لهدم الجدران الخرسانية التى كانت قد وُضعت للفصل بين المتظاهرين وقوات الشرطة وقت أحداث الشارع قبل عام مضى، وفى محاولة من «الداخلية» لمنع المتظاهرين قاموا بإلقاء القنابل المسيلة للدموع، فى الوقت الذى رشقهم فيه المتظاهرون بالحجارة، ولعدة أيام تواصلت الاشتباكات بين الطرفين بشارع قصر العينى وميدان سيمون بوليفار بجاردن سيتى، ثم تطور الأمر إلى استخدام الشرطة للرصاص الحى، الأمر الذى أدى لسقوط الشهيد جابر صلاح، الشهير بـ «جيكا» أحد أعضاء حركة 6 أبريل، الذى وُصف آنذاك بأنه «أول شهيد يقع فى عهد الرئيس مرسى».
ضرب وتعرية.. وسحل
أثناء الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة يناير تصاعد الموقف، استمرت المظاهرات فى الشوارع وقرر عدد من المتظاهرين التوجه لقصر الاتحادية لإعلان مطالبهم لرئيس الجمهورية التى تنحصر فى إقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى، ومحاسبة وزير الداخلية على سقوط 7 قتلى فى بورسعيد أثناء تشييع جنازة أكثر من 30 مواطناً سقطوا فى اشتباكات مع «الداخلية»، بعد الحكم فى قضية استاد بورسعيد. اشتعل الموقف مع قيام عدد من الأشخاص برشق قوات الشرطة عند «الاتحادية» بالحجارة، ثم إلقاء قنابل المولوتوف داخل قصر الاتحادية، وعندما تحركت الشرطة لتفريق المتظاهرين قامت بإلقاء القبض على عدد منهم، ورصدت الكاميرات مشهداً لجنود من الشرطة يعتدون على مواطن بالضرب، قبل أن يقوموا بتجريده من ملابسه ثم سحله على الأرض وقذفه داخل مدرعة الشرطة التى كانت قريبة من الحدث.
الأخبار المتعلقة:
«السحل» هو الحل
خبير أمنى: الشرطة تدفع فاتورة ضعف «الإخوان».. وعدم قدرتهم على إدارة البلاد
ضحايا «السحل»: تعرية المتظاهرين أمام «الاتحادية» فضحت «الإخوان»
«الداخلية» تتكفل بعلاج «صابر» وتؤكد: سندعمه نفسياً ومعنوياً
فى مديح «الإخوان» لـ«الشرطة»
«السحل» يعيد «غضب القناة».. والمحافظات تطالب بـ«إقالة حكومة قنديل»
«السحل بالسحل يذكر»: تحميل 375 فيديو لسحل وتعذيب على «يوتيوب» فى يناير فقط
سياسيون: «فضيحة» يتحملها الرئيس ووزير الداخلية.. والعار سيلحق بالجميع
«الإخوان» ترفض إقالة وزير الداخلية.. وتُحمل القوى السياسية المسئولية
«القوى الثورية»: القمع الوحشى يُسقط شرعية النظام
قضاة وقانونيون: تعليمات «مرسى» لـ«الداخلية» باستخدام القوة «تحريض مع سبق الإصرار»
«الأمم المتحدة» تطلب التحقيق الفورى فى «واقعة السحل»
«الوطن» داخل مستشفى الشرطة: حراسة مشددة والزيارة ممنوعة.. وأهالى «المسحول»: «إحنا صعايدة ومش هنسيب حقنا»