التعديات تلتهم «حرم الطرق»
و«كبارى» متهالكة تنتظر الصيانة
انتشرت التعديات على جانبَى الطريق الزراعى القديم «بنها - شبرا الخيمة» تحت سمع وبصر المسئولين فى محافظة القليوبية، ولم تفلح حملات الإزالة التى تقوم بها الوحدات المحلية على استحياء فى وقف غول التعديات الذى توحّش خلال سنوات الانفلات الأمنى بشكل غير مسبوق، حتى أكل الأخضر واليابس، وسجلت التقارير غير الرسمية أكثر من 16 ألف حالة تعد على جانبَى الطريق الزراعى الذى تحول بقدرة قادر إلى معارض للسيارات على مئات الأفدنة ومخازن لكبرى الشركات، خاصة فى منطقة التجمع الصناعى بقليوب، فضلاً عن صالات الأفراح والكافتيريات والمولات التجارية غير المرخصة.
القليوبية: 16 ألف حالة تعدٍّ.. وتضاعف أسعار الأراضى فى محيط الطريق بعد شائعات دخولها الحيز العمرانى
وانتشر البناء العشوائى بدون ترخيص بسبب التساهل والفساد لتضيع ملامح الطريق على الجانبين نتيجة عدم الالتزام بشروط المسافة بين المنشآت والطريق التى قررها القانون على جانبَى الطرق العامة، علاوة على انتشار شائعات روّجها سماسرة الأراضى بأن الحكومة سوف تسمح بالبناء على جانبَى الطريق الزراعى القديم بعد تشغيل الطريق الحر الجديد «بنها - شبرا الخيمة»، الأمر الذى أدى إلى صعود بورصة الأراضى الزراعية فى مزاد المخالفين وعمل تقسيمات وهمية للأراضى الزراعية لتتحول الأراضى على جانبَى الطريق الزراعى إلى تجارة رائجة للبناء المخالف برغم التحذيرات الرسمية التى أطلقتها المحافظة على لسان المسئولين، فضلاً عن اللوحات الإرشادية التى وضعتها على جانبَى الطريق بذات المضمون. الصور الواقعية لحالة الطريق تعكس انتشار معارض السيارات التى بوّرت مئات الأفدنة وحولتها إلى مبان صماء، تسببت فى فشل كل محاولات توسعة الطريق أو حتى تطويره بالشكل الذى يواكب الكثافة المرورية العالية يومياً عليه باعتباره البوابة الرئيسية للدخول إلى القاهرة. وأصبح المسافر يقطع المسافة بين بنها وشبرا الخيمة التى تقدر بـ45 كيلومتراً فى أكثر من 3 ساعات نتيجة حالات الاختناق، وتحول الطريق الزراعى إلى مصدر عذاب لأكثر من 2 مليون سيارة تعبر الطريق يومياً من مختلف المحافظات فى رحلتَى الدخول والعودة من القاهرة وأصبح الطريق الزراعى مجرد طريق بطىء لا يسع الحركة عليه، خاصة حركة سيارات النقل الثقيل.
المحافظ: الانتهاء من طريق بنها شبرا أكتوبر المقبل.. ويعترف: لدينا مافيا لتجارة الأراضى الزراعية على جانبى الطريق الزراعى
ناصر إبراهيم، موظف بالقاهرة، عقب قائلاً: «السفر على الطريق الزراعى أصبح رحلة عذاب ولابد من سرعة الانتهاء من البديل فى الطريق الحر الزراعى لتخفيف العبء ونقل حركة محافظات الوجه البحرى عليه وجعل الطريق الزراعى لخدمة أهالى القليوبية، فنحن نعانى الأمرّين فى المرور على الطريق من طوخ حتى شبرا والعكس خلال الذهاب للعمل فى وزارة التعليم بالقاهرة»، مشيراً إلى أن «الطريق يعانى من إهمال شديد فضلاً عن وجود بروزات خطرة بسبب عشوائية إقامة الأرصفة والحواجز الخرسانية التى يفاجأ بها السائقون، كما أن الأسفلت على طول الطريق غير متساو ومتآكل بشكل خطير، خاصة فى المنطقة بين مدينتى طوخ وقها». وأوضح أن مدينة طوخ تشهد زحاماً مرورياً غير عادى بسبب ضيق الطريق فى تلك المنطقة ووقوف أصحاب السيارات النقل ووقوف على جانبَى الطريق لانتشار المطاعم والكافتيريات والمحلات بالمنطقة، ما يتسبب فى زحام رهيب على اتجاهى الطريق، والأمر نفسه يتكرر بمناطق المزلقانات على الطريق خاصة للمقبلين من القاهرة إلى بنها فى مناطق «السلخانة بشبرا وميت نما بقليوب وسنديون». وأشار عادل الشيمى، سائق، إلى أن الطريق يتسبب فى مشاكل كبيرة للمسافرين، حيث تتوقف حركة سير السيارات ببعض النقاط الملتهبة، خاصة بمناطق «قليوب وكفر أبوجمعة وسنديون»، حيث «تجتازها السيارة فى صعوبة بالغة وببطء شديد يستغرق الساعة، فى حين أن الرحلة لا تستغرق أكثر من نصف ساعة لو الطريق مفتوح». وأضاف محمد سالم، مدرس، أن سيارات النقل ترفض السير على الطريق الصحراوى لتتهرب من الرسوم، وتلجأ إلى الطريق الزراعى، مما يزيد من المعاناة فى ظل الغياب المرورى وعدم القدرة على حل أزمة التكدس المرورى على الطريق، فيما أكد خبراء المرور أن مشاكل الطريق فى زيادة مستمرة، حيث تمثل المنطقة الواقعة من بنها إلى شبرا الخيمة والعكس على الطريق الزراعى السريع أحد أهم المناطق الملتهبة لأنها تمثل عنق الزجاجة للمقبلين والمغادرين من القاهرة مما يتسبب فى زحام شديد بين السيارات فى هذه المنطقة فى حين يقع عبء هذا الطريق على عاتق محافظة القليوبية بمفردها بما يفوق قدراتها لأن الطريق يشهد مرور سيارات 11 محافظة يومياً ذهاباً وإياباً. من جانبه أكد الدكتور رضا فرحات، محافظ القليوبية، أن العمل يجرى على قدم وساق فى مشروع الطريق الحر الجديد «بنها شبرا» الذى أمر الرئيس عبدالفتاح السيسى بالانتهاء منه فى أكتوبر المقبل بطول 45 كيلومتراً باستثمارات 1٫7 مليار جنيه ويختصر المسافة من القاهرة إلى بنها فى 20 دقيقة فقط بجانب العمل حالياً فى تطوير الطريق الزراعى الحالى وتوسعته ورفع كفاءته، مؤكداً أنه لن يتم الاستغناء عنه بعد دخول الطريق الحر الخدمة، وأضاف المحافظ أنه تقرر إنشاء كوبرى علوى جديد على الطريق الزراعى «بنها - شبرا الخيمة»، أمام منطقة شرق السكة الحديد لخدمة نحو مليون مواطن بكافة التجمعات السكنية بالمنطقة لحل أزمة الاختناق المرورى للتيسير على المواطنين وحماية أرواحهم وممتلكاتهم والاستغناء عن المزلقانات التى تتسبب فى حالة من الارتباك المرورى للمقبلين من ميدان المؤسسة فى طريقهم إلى بنها وباقى محافظات الوجه البحرى.
ولفت المحافظ إلى أنه التقى مؤخراً الدكتور جلال السعيد وزير النقل، لبحث تطوير الطريق الزراعى القديم «مصر - إسكندرية»، والقيام بحملة مكبرة لإزالة التعديات على جانبَى الطريق، وأكد أن لجان المتابعة تقوم حالياً بحصر كافة التعديات على الطريق الزراعى القديم للحفاظ على حق الدولة وحرمة أراضيها، وحذر أى مسئول من التقاعس عن مواجهة حالات البناء العشوائى والمخالف على جانبَى الطريق، قائلاً: «لدينا مافيا لتجارة الأراضى الزراعية على جانبَى الطريق الزراعى، حيث ارتفع سعر الفدان لعشرة أضعاف بعد شائعات ترددت بتحويل جانبَى الطريق القديم إلى مبان، وهو أمر جد خطير ولا صحة له على الإطلاق ويروجه أصحاب المصالح الضيقة وسماسرة وتجار الأراضى»، وأكد أن عقوبة الحبس فى القانون الجديد سوف تُحدث نوعاً من الردع لمواجهة مثل هذه الحالات، موضحاً أنه يجرى التنسيق مع الجهات المعنية للقيام بحملات مكبرة لإزالة التعديات الصارخة على حرم الطريق الزراعى القديم، مشيراً إلى أن الأجهزة التنفيذية لن تكتفى بتحرير محاضر للمخالفين فى الطريق الزراعى، وسيتم اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة على الأرض بإزالة المخالفة فى مهدها قبل أن تتحول إلى واقع، وأضاف أن لجان المتابعة تقوم حالياً بحصر كافة التعديات على الطريق الزراعى القديم تمهيداً لإطلاق أكبر حملة لإزالة التعديات على جانبَى الطريق.